حققت الثقافة السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، قمة نجاحها ومرت بمراحل النضج والازدهار والتأثير، وتسلحت بالتعددية وحرية التعبير لتقدم نتاجها الخاص الفاعل، ذلك النتاج الذي امتد شعاعه الإيجابي ليتعدى الحدود المحلية والعربية، ليصبح محلقاً في الفضاءات العالمية. و لا شك أن النهضة الثقافية في المملكة هي ترجمة حقيقية للطفرة الحضارية التي تعيشها السعودية في السنوات الأخيرة، والتقدم الذي تمشي في ركابه على كافة الأصعدة والمستويات. هكذا يرى مبدعون وأدباء مصريون من أجيال مختلفة، ممن يتواصلون مع الحركة الفكرية والثقافية في المملكة العربية السعودية؛ أن تلك الحركة وقفت على أرض صلبة هي التراث العربي والإسلامي، وانفتحت بوعي على النظريات والمعطيات الغربية الحديثة، فأفادت من التيارات الوافدة بدون أن تنصهر فيها، وتفاعلت مع الآخر تفاعل الند، فتأثَّرَتْ وَأَثَّرَتْ، وتعمقت جذورها أكثر، وطالت هامتها أكثر، واحتفظت بخصوصيتها وثوابتها ، وانطلقت الثقافة السعودية للأمام في مسارات كثيرة، وتعددت تجلياتها بين مهرجانات وجوائز دولية ومنتديات ووسائل إعلام متطورة ودور نشر كبرى ومواقع إلكترونية على شبكة الإنترنت وجامعات على أعلى مستوى . موسوعة المملكة فقد رعى سموه مشروع اصدار موسوعة المملكة العربية السعودية باللغة العربية والتي تعتبر مرجعاً لمسيرة المملكة ورصداً لما تحقق من منجزات تنموية شملت جميع مجالات الحياة الحديثة في تناغم بين معطيات التقنية المتطورة ومنظومة القيم الدينية والتراثية والاجتماعية الأصلية ، والمشروع يلبي حاجة حقيقية للتعريف بجهود المملكة على أسس علمية ومعرفية موثقة، ويتسق مع رسالة المكتبة في خدمة المجتمع، ودورها في دعم حركة التطور الذي تشهده المملكة العربية السعودية، وإبراز مكانتها على كافة الأصعدة العربية والإسلامية والإقليمية والدولية . وموسوعة المملكة العربية السعودية تتكون من (20) مجلداً باللغة العربية ، حيث يبلغ عدد صفحات كل مجلد منها ما يقرب من (1.000) صفحة تقريباً تتضمن معلومات مفصّلة حول محاور عدة منها: التطوّر التاريخي، والخصائص الجغرافية، والآثار والمواقع التاريخية، والأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد، والحركة الثقافية، والخدمات والمرافق التنموية، والثروات الاقتصادية والطبيعية، والحياة الفطرية، والسياحة والتنزه، في جميع مناطق المملكة الثلاثة عشر . فالموسوعة تقدم مادة معرفية علمية شاملة موثقة بالصور والخرائط والبيانات الإحصائية، لكل تفاصيل الحياة في المملكة قديماً وحديثاً، مما يجعلها مرجعاً دقيقاً لخدمة الباحثين وطلاب العمل، دون إغفال للقارئ العادي، حيث تم اعتماد لغة مبسطة ومكثفة لإيصال المعلومة العلمية إلى مختلف الفئات، بما يتناسب مع التفاوت في المستوى الثقافي ودرجة التعليم ، وتعد ثمرة من فيض رعايته ودعمه لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة لأداء رسالتها في خدمة المجتمع ونشر الثقافة والمعرفة . تعاون ثقافي كما تم في عهد سموه افتتاح العديد من الملحقيات الثقافية السعودية في العديد من الدول مثل نيوزلندا وسنغافورة واليابان وكندا وغيرها من الدول لتقوم برعاية وتوجيه الطلاب السعوديين وإيجادأفضل الفرص التعليمية بالجامعات والمؤسسات المرموقة بهذه الدول، وكذلك المساهمة في إنشاء العلاقات العلمية بين المراكز العلمية بالمملكة وهذه الدول ، وبلغ عدد المبتعثين في برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي - بحسب إحصاءات وزارة التعليم العالي- 110 آلاف مبتعثة ومبتعث، ويتوقع أن يصل إلى 150 ألفا، منهم 36 ألفا في الولاياتالمتحدةالأمريكية يمثلون ثلث المبتعثين للخارج من المملكة، ويدرسون في 900 جامعة وكلية أمريكية، إضافة إلى 15 ألفا في المملكة المتحدة، أما في كندا فقد وصل عددهم إلى 10 آلاف وذلك سعيا للنهوض بالحركة العلمية والثقافية بالمملكة . مكتبة رقمية تعد المكتبة الرقمية السعودية أحد المشاريع الرائدة في عهد خادم الحرمين الشريفين والمنبثقة من المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد والرامية إلى الارتقاء بالعملية التعليمية في المملكة من خلال دعم منظومة التعلم والتعليم بصورة عامة والتعليم الإلكتروني بصفة خاصة والوفاء بمتطلبات البحث العلمي، بالإضافة إلى تعزيز المهارات وبناء مجتمع معرفي ، كما يبرز دور المكتبة في حفظ الوقت والجهد فيما يتعلق بعملية التعلم والتعليم والبحث العلمي. ومن أهم أهداف هذه المكتبة الرقمية خدمة التعلم الإلكتروني وذلك بدعم المقررات الإلكترونية بمصادر ومراجع ذات أهمية للمتعلم والمعلم على حد سواء، وكذلك تحسين وتعميم الوعي وتسهيل تداول المعلومات. تضم المكتبة أكثر من 90,000 عنوان لكتاب رقمي لأشهر الناشرين العالميين وهي جميعها متاحة لطلاب وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة رعاية الجنادرية وفي اطار حرصه على تدعيم الابداعات الثقافية رعى سموه المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» الذي ينظمه الحرس الوطني سنوياً لتعميق العلاقة بين ماضي الأمة وحاضرها، وتفاعله مع القضايا الملحة التي تهم الأمتين العربية والإسلامية عبر برامج وفعاليات ثقافية وتراثية متنوعة وعلى صعيد رعاية سموه للادباء والكتاب امر بدعم الأندية الأدبية الثقافية بمبلغ عشرة ملايين ريال لكل نادي ادبي في المملكة وذلك حرصا منه على النهوض بالحركة الادبية والثقافية في المملكة. احتفاء دولي كما أن نيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الميدالية الذهبية لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» التي تعد من أرفع الأوسمة، تعد شهادة جديدة ودليلاً على الدور القيادي الذي يؤديه الملك في تعزيز ثقافة الحوار والسلام العالمي من خلال مبادراته العديدة في هذا الصدد ، وقدر العالم أجمع العمل الذي تبناه منذ سنوات والمتمثل في دعم ثقافة الحوار والتعايش بين الأديان والثقافات العالمية لخدمة السلام العالمي .