** من الأشياء "غير الطبيعية" في مجتمعنا، وهي بالمناسبة كثيرة، حكاية "السيارات المعدلة" ودعوني هنا اقول لكم اولا شيئا مما نشر في الصحافة، وتحديدا في عكاظ يوم الثالث من شوال 1430ه تحت عنوان "السيارات المعدلة تستهوي الشباب" ضمن استطلاع صحفي تضمن صورة كبيرة لشباب على دبابات معدلة وفي ثنايا الاستطلاع تقول احدى جزئياته: "ويرى كل من فلان وفلان وفلان - شباب أن مسابقة عروض السيارات والدباب المعدلة سوف تستقطب شريحة كبيرة من الشباب وأبدوا حماسهم للحضور والمشاركة في تلك العروض، التي ستقام ثالث ورابع ايام العيد في ساحات "العالمية مول". ** السؤال الآن هل السيارات المعدلة مسموح بها نظاما.. أم لا؟ الجواب بالنسبة لي وللوهلة الأولى هو "نعم" و "لا" معا!! وهنا مكمن الخطورة التي لم يفطن لها بعضنا سواء كان مسؤولا او فردا عاديا.. الخطوة اننا نقدم لشبابنا "ثقافة متناقضة" في ذات الوقت فتبرز حيرة الشباب هل الأمر مسموح فيفعلون ام انه ممنوع فيتوقفون؟. ** أحد الشباب ممن أعرفهم عمل تعديلا بسيطا على سياراته بعد ان سمع بموضة تعديل السيارات من خلال الصحف التي تنشر اخبارًا كهذا الذي قرأناه في عكاظ وغيرها من الصحف عندما تشارك السيارات المعدلة في مهرجانات رسمية تشرف عليها الامارات والامانات في عدد من المناطق.. لكن هذا المسكين وقع في شر اعمالها، فقد صار افراد المرور يستوقفونه اينما ارتحل او رجع حتى ولو كان مشواراً صغيراً الى البقالة.. وهات ياقسائم، حتى كادوا يحجزون سيارته، ويقذفون بها في حوش المرور، لأنه قام حسب فهمهم ب"تعديل ممنوع في المركبة". .. هذا الشاب وغيره عقدت ألسنتهم الدهشة، وظلوا وسيبقون اسارى لحالة شديدة من الحيرة ، فهم يرون اناساً آخرين يعدلون سياراتهم ويدخلون بها في العروض والمهرجانات الرسمية، وربما كافأوه بجوائز مالية، وصفق له الجمهور العريض، وآخرون من الشباب إذا عدّل في سيارته شيئاً بسيطاً ظل عرضة لمطاردة المرور، حتى في آخر الليل، وأهله معه في السيارة، فماهي الحكاية بالضبط؟ .. أنا شخصياً اخاف من آثار هذه "الثقافة المتناقضة" على شخصية وسلوك شبابنا، فإن كان تعديل السيارة مسموحاً به فلماذا لاتتاح الفرصة لكل المحبين والعاشقين لهذه الهواية، اما إن كانت ممنوعة فلتتوقف المهرجانات من تقديم عروض السيارات المعدلة، حتى يفهم الناس والشباب ، ان هذا ممنوع .. أما أن يكون الأمر - كما ترى عيوننا الآن - مسموحاً به وممنوعاً عنه في ذات الوقت، فلا والف لا من مسلسل الثقافة المتناقضة والاوامر المتصادمة التي تزيد من حيرة المجتمع والشباب خصوصاً. هناك حلّ وسط ، لماذا لايسمح المرور للشباب الراغب في تعديل سيارته، وفق تنظيم معين يعرفه كل الناس ، وبشكل شفاف لا لبس فيه، ولاتناقض .. بحيث يذهب الشاب إلى إدارة المرور، ويستخرج تصريحاً بالتعديل الذي يريده ، ويكون التصريح معه، يقيه من شر القسائم التي صارت تتساقط على رؤوس الشباب كالمطر، وبعد أن انتشرت محلات تعديل السيارات في العديد من شوارعنا، دون ان يجد هؤلاء التجار من يقول لهم "ثلث الثلاثة كم" وبقي الشاب الذي يعدل سيارته هو الوحيد الضحية؟.