الاستثمار بالتعليم في المملكة أثار اهتمام رشا فعادت لتسأل عما أعددنا لمراحل التعليم الابتدائية والثانوية لتخريج طلبة مؤهلين للالتحاق بالجامعات الحديثة التي تواكب متطلبات العصر وتتطلب مستوى معيناً من المعرفة لمن يلتحق بها من الطلبة والطالبات. معلومات حاسوب رشا تفيد بأن التعليم بمجمله في المملكة وفي البلدان العربية المجاورة لها لا يزال أقل من المستوى المطلوب بكثير، وأنه تعليم يعتمد على التلقين لا على البحث والتقصي والابتكار، وهذا يعني أن هنالك حاجة ماسة لإعادة تأهيل ما يزيد عن نصف مليون مدرس ومشرف ليصبح في وسعهم توجيه الطلبة إلى التعليم العصري المثمر لتدارك ملاحظات البنك الدولي عن التعليم في المملكة وفي البلدان العربية من أنه تعليم يُخَرٍجُ ما يزيد عن 76% من حملة المؤهلات الإنسانية ويبقي على 24% من حملة المؤهلات العلمية كالطب والهندسة والزراعة، وحتى هذه العلوم الهامة لبناء الأمم يتراجع الإقبال عليها سنة بعد أخرى ، فلا تمثل عندكم اليوم أكثر من4.6% في علوم الهندسة و 2.7% في العلوم الطبية و 2.7% في علوم الزراعة و6.5% في علوم الطبيعة، وترى رشا أن نسبة ال 76% من حملة المؤهلات الإنسانية هي وراء ظاهرة البطالة بين الجامعيين السعوديين، فعالم اليوم بحاجة ماسة إلى عقول بشرية تلبي احتياجات الاقتصاد وازدهار الشعوب، والسوق واعدة باستيعاب كافة خريجي الجامعات التقنية ، وأمامنا السوق الآسيوي الذي تعنى حكوماته بتنمية العقول والقوى البشرية لتأهيلها للعمل في مجالات تكنولوجيا المعلومات، فسنغافورا مثلا لا تخرج جامعاتها أكثر من 2500 من الشباب الماهر في تكنولوجيا المعلومات سنويًا، بينما حاجتها السنوية تصل إلى 10 آلاف منه، وكوريا الجنوبية بحاجة إلى 100 ألف من العقول الشابة المدربة كل عام، لكن جامعاتها لا تخرج سوى 48 ألفًا سنويًا والعملاق الياباني بحاجة إلى ما بين 300 ألف إلى نصف مليون سنويًا للبقاء على قيد الحياة الاقتصادية وبالنسبة للولايات المتحدة وأوروبا فالأرقام أكبر من ذلك بكثير. وتضيف رشا القول بأن عالم اليوم يشهد ثورة علمية وتكنولوجية لم تحدث من قبل ، فحجم المعلومات المنتجة في الثلاثين سنة الماضية يفوق حجم المعلومات التي أنتجتها البشرية خلال العصور السابقة ، وأن حجم هذه المعلومات يتضاعف كل 4 أو 5 سنوات، فمعلومات عام 1992م تمثل 25% من معلومات عام 2002 ، والنسبة آخذة بالتسارع سنة بعد أخرى. وأن من أهم سمات هذه الثورة المعلوماتية النمو التقني الهائل الذي وفر للباحثين شبكات معلومات سريعة تحمل في طياتها احتمال تصويب المقررات الدراسية، ومن هنا أصبح لازما على القائمين برسم سياسة التعليم إعداد الطلبة لعصر المعلوماتية بتزويدهم بالمعارف والمهارات الجديدة التي تمكنهم من الإبداع والابتكار، وليس ذلك بالأمر الصعب إذا أخذنا الهند وثورتها المعلوماتية كمثل، فالهند بالرغم من كونها في عداد الدول النامية الفقيرة، و لا تملك من الموارد المالية ما أكرمكم الله به من موارد طبيعية ، فهي رائدة في مجال تقنية المعلومات والبرمجة التي تعود عليها بدخل محترم، فقد تجاوزت صادراتها المعلوماتية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا الخمسين مليار دولار أمريكي في عام 2008، وكانت في عام 2002 بحدود الستة مليارات، وساهمت هذه الثروة المعلوماتية بتنشيط الاقتصاد الهندي فأصبح يمثل 51% من الدخل القومي. وختمت رشا بالقول إن أبناء العالمين العربي والإسلامي يمثلون الشريحة الكبرى في مجتمعاتهم ويعيش معظمهم في قلق من الغد، ولا بد من العمل وبسرعة لتوفير فرص عمل لهم تبدأ بالتعليم التقني لبناء اقتصاد مثمر يرفع من مستوى عطائهم ومعيشة أهاليهم. مدريد في 12-10-1430- الموافق 24-09-2009