اليوم الوطني يعني ذكرى مجيدة ومناسبة غالية لبطولات جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله رحمة واسعة وجزاه خير الجزاء عن كل ما حققه وأنجزه في خدمة دينه وإقامة هذا الوطن الشامخ وعنا جيلا بعد جيل . فحاضرنا هو ثمار مسيرة مباركة انطلقت بتوحيد البلاد أرضا وشعبا تحت راية التوحيد في هذا الوطن الغالي المملكة العربية السعودية بنهجها الإسلامي ودستورها القرآن الكريم والسنة المطهرة وتحكيم شرع الله في أمورها وحياة مواطنيها ، ولله الحمد ساد الأمن والتراحم وقوي الجسد الواحد الكبير في دولة آمنة مستقرة تعيش رخاء بعد رخاء بفضل من الله ثم بحكمة القيادة الرشيدة منذ عهد التأسيس وحتى هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله ووفقهم لما يحب ويرضى في خدمة هذا الدين العظيم والوطن الشامخ ، ومعهم وحولهم كل أبناء هذا الوطن الوفي في صف واحد خلف القيادة الرشيدة . لقد وحد مؤسس البلاد وأقام البنيان وأنشأ دولة كبيرة ومهمة بين الأمم ، وتضع في مقدمة أولوياتها خدمة الدين والعناية بالمقدسات ورعاية ضيوف الرحمن الذين يأتون بالملايين على مدار العام حجاجاً ومعتمرين وزواراً إلى الرحاب الطاهرة من كل فج عميق ويجدون منذ وصولهم وحتى مغادرتهم كل العناية والترحاب والرحمة واليسر في أداء المناسك وتنقلاتهم آمنين مطمئنين وهو الهدف الكبير الذي بدأ به الملك عبد العزيز لنشر الأمن ليسود البلاد وبين العباد وكان أمن الحج وتأمين طرق الحج أول ما أنجزه ، فأمنوا على أرواحهم وأموالهم بعد خوف قبل تأسيس هذا الكيان ، كما أمن شعبه واستقر وحصد الخير بعد فوضى وحروب على الكلأ والأرزاق لأزمنة طويلة،وهكذا ساد الجزيرة العربية أمن لم تعرفه من قبل ووحدة لم تشهدها على مدى الأزمان تحت علم واحد ودولة واحدة ، إلى جانب ما أرساه جلالته طيب الله ثراه ، من سياسة خارجية واضحة لا تزال وستظل بإذن الله هي ثوابت السياسة السعودية، وقد منحها رحمه الله بحنكته وفطنته ما يجعلها محل تقدير العالم في كافة المحافل الدولية،وقد استطاع أن يجعل دولته الفتية ذات مكانة كبيرة سياسياً واقتصادياً بعد استخراج النفط وما أفاض الله عليه من ثروات من باطن الأرض فاستمع له القادة والقوى الكبرى حينذاك وسعوا إلى دولته وأسمعهم بصوت واضح موقفه وموقف بلاده الأبية من القضايا المصيرية وفي مقدمتها قضية فلسطين ، وهاهي المملكة اليوم بقيادة ملك القلوب والإنسانية وحكيم عصره خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بلغت مكانتها الآفاق لقد قدم الملك عبد العزيز نموذجاً للسياسة الحكيمة وصفات القيادة المحترمة القائمة على مبادئ وأخلاقيات عالية لا تساوم على حق ولا تميل إلى باطل وإنما مبادئ راسخة عرفها العالم في توجهات المملكة،وإلى اليوم وتتجلى هذه القيم والمبادئ والإنسانية في أبناء المؤسس البررة ولله الحمد، يقدر العالم لمليكنا المفدى وولاة أمرنا رعاهم الله كل هذه الثوابت والقيم والأهداف الإنسانية لخير الوطن والبشرية . لقد قاد الملك عبد العزيز معارك ضد الجهل والفقر والمرض والتخلف وأطلق مسيرة البناء والوعي بعد أن دانت له بفضل الله ثم بجهاده وحنكته وعزيمته والمخلصين معه أرجاء البلاد لينعم الوطن بالأمن والاستقرار والمواطن بحياة كريمة لم تحل بينها وبينهم ما كان في ذلك الوقت من شح في الإمكانات والخبرات. وهكذا من بطولات التوحيد إلى ملحمة التأسيس إلى معارك البناء والتحديث كانت حياة الملك عبد العزيز كلها جهاد،وقد عرف عنه إيمانه وإنسانيته التي ملأت ربوع البلاد عدلاً وتراحماً ونصرة الضعيف ، وبذلك سادت روح وقيم التراحم مثلما قامت نهضة العلم والصحة، ونعيش اليوم في أوج هذا التطور بقيادة الملك المفدى أبي متعب وعضده الأيمن وسمو النائب الثاني حفظهم الله ورعاهم وأدام علينا هذه النعم بقيادتنا الرشيدة وكل عام ووطننا وقيادتنا بخير. حكمة: ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا للتواصل 6930973 02