** في كل مرة نجد عنده جديدًا.. وفي كل مرة يفاجئنا بما يخبئه لنا، فلا نملك إلا الاندهاش والمزيد من التسليم بأنه أكثر منا "تفكيرًا" بها فهو مشغول الفكر بها، دائم النظر في شؤونها فيعطيها "عشقه"، وتلك قضية على ما يبدو أنها محسوبة ومحسومة في حساب "العشاق" فهو كثير الاحتفاء بها، كثير العناية بخصوصيتها كبير الحرص على تميزها لتكون في الصدارة باستمرار ولتكون في جبين الزمان يشار إليها بالبنان تلك هي حالة العاشق مع من يعشق فماذا نقول إذا كانت "المعشوقة" على هذه الدرجة الرفيعة من "السمو" والشموخ فأنت عندها لا تشعر إلا بالاطمئنان وبين أحضانها لا تحس إلا بالدفء والأمان لهذا تشكلت كريات "دمه" بحبها فأصبحت "فاتنته" المشغول بها المعني بهمومها النازح من على الحوافي والطرقات بعض الأشواك التي يحاول "البعض" نثرها ليدمي أقدام أهلها الطيبين. لقد أعطاها عاشقها كل ذلك وأكثر وهي سعيدة به حفية باهتمامه مقدرة لتطلعاته فعلى مدى هذه السنوات وضع وأسس الكثير من أجلها فضرب المثل الأسمى في معنى حب هذه "الدار" الممتدة من أطراف الخليج شرقاً حتى أطراف البحر الأحمر غربًا ومن رؤوس جبال السروات جنوبا حتى أقصى الحدود شمالا فهاهو اليوم يفتح بابا بل أبوابًا من النور ذلك النور الوهاج الذي لابد أنه سوف يزيل كثيرًا من بعض العيون "العشى" الذي أصابها. إنه يوم مجيد يتعانق مع يوم "التوحيد" الذي غرسه ذلك الباني الكبير عبدالعزيز بن عبدالرحمن – طيب الله ثراه - ليرعاه اليوم ذلك الابن البار بأبيه. ** إن العاشق لهذه الدار الكبيرة عبدالله بن عبدالعزيز يذهب اليوم وهو كله فرح ليدشن مع ضيوفه لحظة الإشراق العلمي الكبير ليضع بلادنا في عيون الشمس علمًا ورقيًا وازدهارًا بإذن الله. ليحيل تلك المدينة "ثول" الناعسة على أطراف البحر إلى مدينة تدخل عصر العلم والديناميكية والصحو. إنه عصر عبدالله بن عبدالعزيز.