بادئ ذي بدء نهنئ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز حفظه الله على سلامته ونجاته من كيد المعتدي وعمله الإجرامي، ونهنئ وطننا الشامخ بأن حفظ الله لنا سموه الذي قدم ويقدم في صمت الكثير من جهده ووقته لينعم جميع من يقيم على هذه الأرض الطاهرة بالأمان والاستقرار. إن حفظ الله تعالى لسمو الأمير من مكر الخوارج وغدرهم نعمة ونقمة عظيمتان؛ فهي نعمة عظيمة لكل مسلم ومسلمة، يدين بالولاء لله ورسوله ولولاة الأمر، ونعمة لكل عاقل يحب الخير للناس، ويقدر صنائع المعروف ممن أحسن إليه، ونقمة عظيمة على هذه الفئة الخارجة على ولاة الأمر الساعية للإفساد في الأرض، وزعزعة الأمن، وترويع الآمنين، لأن آمالهم طارت بها الرياح ، ومساعيهم صارت هباء منثوراً، إذ رد الله كيدهم في نحورهم، فانقلبوا خاسرين ولم ينالوا خيراً. فالله سبحانه وتعالى قد تكفل بحفظ الدماء والأرواح والأموال والأعراض والعقل والدين، وهؤلاء قد خالفوا سنة الله تعالى وتعمدوا مخالفة أمره فانقطع حبلهم مع الله، ولم ينالوا خيرا عند الناس؛ إذ زادت كراهيتهم وبغضهم في قلوب المؤمنين، واشمأزت منهم نفوس العقلاء، وأنكرتهم قلوب المخلصين، فانقطعت حبالهم مع الناس. لقد أجج محاولة الاغتيال الجهلُ وغيابُ العقل والشيطانُ ، فهي من أعمال الجهال الذين تنقصهم أبجديات العلم الشرعي الذي يحدد الحقوق والواجبات، وهي من أعمال المجانين الذين فقدوا عقولهم أو أسلموها للآخرين فأصبحوا أدوات في أيديهم يحركونهم كالدمى، بعد أن سلبوا منهم إرادتهم، وهي من أعمال الشيطان؛ فبئس من اتبع هواه وانقاد لشيطانه. إن الدين الصحيح، والعقل السليم، وأعراف المجتمع وتقاليده لا تقبل هذا العمل المشين وتستهجنه وتستنكره، ولا تقره؛ فهو خارجٌ عن حدود الدين وقيمه، وخارجٌ عن سياق العقل، وخارجٌ عن تقاليد المجتمع السعودي وأعرافه. إن محاولة الاغتيال الفاشلة ليست إلا ردة فعل غير رشيدة لتضييق الخناق على أفراد الفئة الباغية الضالة الخارجة على ولاة الأمر، فقد أحاطت بهم السلطات السعودية من حيث لم يحتسبوا، وضربوا ضربة قوية وقاسية على مفرق رؤوسهم، فلم يجدوا طريقاً لإثبات وجودهم إلا طريق الغدر والخيانة فبئس ما سلكوه. إن لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف جهوداً كبيرة في التعامل مع التائبين من أفراد هذه الفئة الذين تنبهوا لخطئهم وعادوا إلى الطريق الصحيح، فأحسن إليهم وأكرمهم، حتى أصبح الملاذ الآمن لمن أراد أن يستسلم، ويعلن توبته، ويتخلى عن مبادئ الفئة وضلالها. كم يفرح الأمير محمد بن نايف بتوبة أحدهم، وكم يستبشر بعودتهم لطريق الخير والصواب؛ إنه ذو قلب رحيم مشفق يحب لهم الخير، يريد إنقاذهم من أوحال الضلال، ولذلك يخصص لهم جزءً من وقته لاستقبالهم، ليرفع معنويتهم ويقوي عزيمتهم، ويثبتهم على التوبة، وهذا هو مصدر الحكمة في التعامل مع هؤلاء، وهذا هو منهج النبي صلى الله عليه وسلم مع قومه حين قال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء. لقد اكتسبت المملكة العربية السعودية بفضل الله تعالى ثم بجهود الأمير محمد بن نايف سبقاً عالمياً في التعامل مع هذه الفئة، وأصبحت هذه البلاد بيتاً للخبرة تفد إليه دول العالم تستطلع تجاربه، وتدرس نجاحاته. مرة أخرى هنيئاً لك يا صاحب السمو أن سلمك الله من كيد الأشرار، فحمدا لله على ذلك، وهنيئا للوطن والشعب السعودي أن سلّم الله قادته ورجاله المخلصين. (*) وكيل وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية