اشرت في مقاليي بهذه الجريدة الرائدة، المقال الاول بالعدد (19086) على الصفحة العاشرة، والمقال الثاني بالعدد (19177) على الصفحة الحادية عشرة بعض ما علق في ذهني عن علاقتي الشخصية مع فخامة الرئيس الغيني (لانسانا كونتي) علاقة ودية طوال فترة عملي هناك حتى انه ابدى ارتياحه العميق في تطوير العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية غينيا لاسيما وان اغلب المشاريع الضخمة التي مولتها حكومة خادم الحرمين الشريفين عبر الصندوق السعودي للتنمية قد تم افتتاحها اثناء فترة عملي هناك، وكان التلفزيون الغيني يحرص على نقلها اولاً بأول، وكذلك وكالة الانباء السعودية (واس) وشدني الى استكمال ما نشر في المقال الثاني الذي يتعلق بانعقاد مؤتمر وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الاسلامي لم يتردد فخامته في تبديد حيرتي في اسكان فريق الطائرة الخاصة التي اقلت رئيس وفد المملكة إلى المؤتمر، فلم يجدوا غرف في كل الفنادق الموجودة في مدينة كوناكري، ولا في خارجها حتى فنادق النجمة الواحدة امتلأت عن بكرة ابيها لدرجة ان هناك وفوداً سكنوا مع دبلوماسي بلدانها. فاتحت رئيس البروتوكول في رئاسة الجمهورية الذي كان بالصدقة في بهو الفندق ان يحل مشكلتهم، تمكن في تلك الليلة مقابلة فخامته، فنقل له حيرتي في امر سكانهم، فأمر فخامته ان يبلغني شخصياً في نفس الليلة انه أمر أن يسكنوا في احدى الشقق المفروشة التي يمتلكها، وعلى نفقة رئاسة الجمهورية بما في ذلك مأكلهم ومشربهم وكافة اتصالاتهم الهاتفية طوال فترة بقائهم في مدينة كوناكري. لم اجد ما اقوله - آنذاك - لرئيس البروتوكول الذي حضر الى مسكني يطمئنني سوى الشكر والامتنان والتقدير لاهتمام فخامته بأمر اسكانهم، وطلب مني رئيس البروتوكول مرافقته الى الجناح الذي تركتهم فيه، فانتقلوا في نفس يوم وصولهم الى كوناكري، ورأيت وجوههم في غاية الارتياح والسرور إذ عانقوني عناقاً حاراً لم يتركوني مع مرافقي الجناح الا بعد تناول المرطبات مع التمور والمعمول الذي احضروه معهم من الرياضوجدة. ولازلت اذكر حرص فخامته على حضور وزير الخارجية الغيني، وبعض الوزراء كوزيري العدل والتخطيط في مناسبات حفل اليوم الوطني السعودي في كل عام طيلة عملي في كوناكري، ففي العام الاول شرف معالي وزير الخارجية والتعاون (السيد/ ابراهيم سيلا) وفي العام التالي شرف معالي وزير العدل الذي كان يشغل ايضا منصب وزير الخارجية والتعاون بالنيابة (السيد/ ساليفو سيلا) وفي العامين التاليين شرف معالي وزير الشؤون الخارجية (السيد: كوزو زومانيغي) بالاضافة الى عدد من مستشاري فخامة الرئيس في رئاسة الجمهورية. وكنت احرص في كلمتي التي القيها على الحضور ان اظهر مكانة بلدي العقدي والسياسي والاقتصادي الى جانب ما تقدمه من مساعدات عينية ومالية للبلدان العربية والاسلامية ، وعلى وجه الخصوص غينيا. كانت وسائل الاعلام المختلفة تبرزت المناسبة وتشير الى ما جاء في كلمتي حتى ان سفراء بعض بلدان الاتحاد الاوروبي لاسيما سفيري فرنسا وايطاليا ينقلون في تقاريرهم الدورية الى حكوماتهما ما ذكرته من ارقام واحصاءات ويقارنون في بعض الاحيان ما تقدمه منظمات الاممالمتحدة (وكالاتها المتخصصة) بما في ذلك ما تقدمهما بلداهما من مساعدات مالية وعينية، وقد لاحظت شخصياً اغلب المعلبات الغذائية على وشك انتهاء صلاحيها، اي لم يبق على فترة الانتهاء سوى بضع ايام! اما سفير الولاياتالمتحدةالامريكية، فيركز تحركه في داخل غينيا على التبرع على المكتبات في المدن الكبرى، وبعض القرى النائية التي تتعلق بالدين المسيحي، خاصة ان زوجة الرئيس الثانية مسيحية تستقبل بين الحين والآخر المبشرين بالمسيحية على الرغم من ان نسبة المسيحيين في أرجاء غينيا كلها لا يتجاوز عن نسبة (2%). يتبع