الإعلام سواء كان مقروءا أم مسموعا أم مرئيا يعد الوجه المشرق أو القاتم لأي مجتمع من مجتمعات الدنيا فمتى كان الإعلام صادقا أمينا نزيها يتحرى الدقة وينقل الحقيقة ويتلمس احتياجات المواطنين ويبث همومهم كان مشرقا بهيا زاهيا ؟أما إذا كان العكس فهو يغش الناس ويظلمهم وبالتالي سيكون وجها قاتما كالحا لا خير فيه. والإعلام أحد روافد المعرفة والثقافة , إذ يسهم في التعليم والتثقيف والترفيه والسياحة الفكرية وتشكيل الوعي المجتمعي مما ارتفع شأنه وعلا مقامه واستحق أن يطلق عليه السلطة الرابعة لتأثيره البالغ وقوة نفوذه العجيب في عقول وعواطف الناس بجميع شرائحهم وأطيافهم .ولما يمثله الإعلام من قوة تأثيرية سواء كانت ايجابية أم سلبية فإن من الضرورة بمكان التزام جميع المرتبطين به بالصدق والأمانة والنزاهة إذ إن فردا واحدا قد يصيب تروس مكنة الإعلام بالعطب وهنا تقع المسؤلية على المديرين التنفيذيين بإزالة هذه الشوائب وتنظيف مكنة الإعلام من تلك الاستثناءات السلبية ونلحظ بين الحين والآخر محاولة بعض الإعلامييين وخصوصا في الصحافة توظيف الصحيفة لمصالحهم وأهوائهم الشخصية لغرض إيذاء الآخرين والضرر بهم وإن كان هذا يعد أسلوب غش ودس تأباها النفوس وتمجها العقول .واعتقد ان المسؤول التنفيذي لن يرضى أبدا بهذا التصرف غير المحمود المتمثل في تحويل الصجلفة الى أداة لإيذاء الناس. فالصحيفة أي صحيفة الهدف منها خدمة المجتمع وايصال أصواتهم ونقل همومهم ونشر قضاياهم فضلا عن دورها التنويري والتثقيفي لا ان تقوم بدور معاكس. وبما أن العمل الصحفي يحتاج النزاهة أيضا يحتاج إلى تدريب مستمر فالكثير ممن يعملون في الصحافة لم يحظوا بإجراء تدريبي لذا لم يتقدم بعضهم خطوة واحدة في السلم المعرفي للصحافة ,والسبب يعود إلى انشغال المسؤلين إلى زيادة المكاسب المادية بأقل ثمن دون الالتفات إلى هذه الفئة والتي تحتاج الى تطوير مستمر من خلال الدورات التدريبية سواء في الصحيفة ذاتها أو في المعاهد المتخصصة في هذا الشأن. ولما كانت الصحافة بهذة المكانة الهامة والخطيرة في التأثير فمن الضرورة اخضاع منسوبيها جميعا إلى دورات تدريبية لأن عالم الصحافة عالم متغير ومتجدد وبطبيعة الحال ينعكس الأثر ايجابيا أولا :على الصحيفة ذاتها ,وعلى الصحفي نفسه ,وكذلك على المجتمع بأسرة .فالمعادلة كما يقول الرياضيون مطردة ,أما إذا استمر الحال على ما هو عليه, فسوف تكون المخرجات دون المستوى المطلوب ,وسيرغم المجتمع على قبول رداءة العمل وهبوط المستوى *الصحافة مرآة عاكسة يقرأ الناس من خلالها عقولهم ومستوى تفكيرهم.