اهتم علماء التغذية على موضوع تسرب أجزاء من المركبات الكيماوية التي تدخل في صناعة هذه اواني الطعام المحضّر فيها، فقد تتسبب في حدوث مشكلات صحية للإنسان، ومنها حالات تسمم غذائي بعناصر معدنية كالنحاس والرصاص والكادميوم ومركبات كيماوية أخرى فالكادميوم مثلا مادة ثقيلة بالغة السمية. ومن الثابت أن كميات منها، مهما كانت ضئيلة ، لها تأثيرات تناسلية. إننا نشتري كل سنة مليارات الأوعية المطبخية وعلب خزن الطعام ودلاء المسح وسلال النفايات المصنوعة من بلاستيك قد يحتوي على مادة الكادميوم. والأواني البلاستيكية ذات اللون الأحمر او البرتقالي اللماع معظمها من هذا النوع، وقد خفض إنتاج الكادميوم نتيجة ضغوط دولية، واستغنت بعض الشركات عن استعماله في منتجاتها البلاستيكية، ويكثر تواجد في المطبخ الأواني المصنوعة من الألومنيوم، كالقدور والمقالي والصواني، حيث تحدث تفاعلات كيميائية ضارة، خصوصا عندما تطبخ فيها أطعمة حمضية كالبندورة وقد ارتبط ازدياد مادة الألومنيوم في الجسم بأمراض مثل الزهايمر الشبيه بالخرف إذا يمكنك مثلا استعمال الأواني المصنوعة من الفولاذ الذي لا يصدأ او من الزجاج. وتتنوع الأواني المستعملة في عمليات طهي الأغذية في المنازل والمطاعم ، وتساعد عمليات التسخين لبعض أنواع أواني الطبخ المعدنية سواء على لهب الغاز أو داخل الأفران وخصوصًا في وجود الأحماض والقلويات بشكل طبيعي أو نتيجة إضافتها إلى الأغذية على زيادة معدل ذوبان أجزاء من معادن بعض أواني الطبخ فتلوث الطعام المحضر فيها، حتى استعمال الأوعية البلاستيكية لحفظ الطعام.. غير صحي!! فقد أظهرت دراسة جديدة أجريت فى جامعة ييل الأمريكية، أن الجرعات المنخفضة من الملوّثات البيئية المستخدمة على نطاق واسع فى تصنيع المواد البلاستيكية الموجودة فى أوعية حفظ الطعام وزجاجات الرضاعة، قد تضعف الوظائف الدماغية، وتؤدى إلى الإصابة بصعوبات التعلم، وأمراض عصبية مصاحبة للشيخوخة. ووجد فريق البحث حسب صحيفة العرب اونلاين، أن الجرعات الضئيلة من مادة "بيسفينول-أ"، عند إناث الفئران، أعاقت الإثارة الاستروجينية للتشابكات العصبية فى منطقة الهايبوكامباس الدماغية المسؤولة عن السلوكيات الجنسية المتمايزة وتشكّل الذاكرة واستعادتها. وأشار الباحثون إلى بعض التقارير حول وجود تراكيز عالية من تلك المادة فى دماء النساء الحوامل، وأنها تؤثر بصورة سلبية على النمو والتطور الدماغى عند الإنسان، وتسبب تأثيرات طويلة الأمد على المهارات الذهنية، وقدرات التعلّم عند الأطفال. هذا ومن جانب اخر ،حذر أخصائي من استعمال عبوات المياه البلاستيكية الفارغة داعيا إلى الامتناع التام عن إعادة مليء مثل هذه العبوات واستخدام الزجاجات المصنوعة من الزجاج "كبديل صحي عنها". * وقفة: يا خلود البيئة يا خالدة في قلبي: تعاني ربات البيوت الحيرة خلال اختيارهن أفضل الأنواع صحيًا من قدور الطهي لاستعمالها في مطابخهن ومدى تأثيراتها الصحية لهن لذا فالعلاج هو رفع مستوى الثقافة والتوعية البيئية. [email protected] أستاذ الكيمياء المشارك بجامعه ام القرى بمكة المكرمة رئيس فرع جمعيه البيئة السعودية بمكة المكرمة