نعيش ولله الحمد في مجتمع محافظ بكل المقاييس رغم المنغصات التي تظهر على السطح وتكدر علينا أحيانا حياتنا بين الحين والآخر وهذا من المسلمات. شاب في مقتبل العمر يدخل مجمع مدارس في الرياض مع عدد من زملائه ويطلق النار من مسدس يحمله ويصيب شابا آخر من طلاب المجمع ثم يقوم بإطلاق النار في الهواء ويروع المتواجدين فيه ويلوذ بالفرار، السؤال من أين حصل على السلاح وكيف حصل عليه. وآخر في العقد الثالث يسافر برا من مكةالمكرمة للرياض ويذهب لمنزل شقيقه ويحصل على رشاش ويعود مرة أخرى برا لمكةالمكرمة ومعه سلاحه ليعتدي على ممرض داخل مستشفى الملك عبدالعزيز بمكةالمكرمة ويطلق عليه تسع رصاصات من الرشاش الآلى ويرديه قتيلا. مواطن يقصد مدرسة متوسطة لتحفيظ القرآن في مكةالمكرمة وأمام الطلاب والمدرسين ومع سبق الإصرار يخرج المسدس ويطلق النار على مدرس أمام الجميع "مدرسين وطلابا" ويتوفى المدرس. أب معاق بمدينة الطائف بالسلاح الأبيض يقتل ثلاثة من أبنائه دون رحمة أو شفقة ويتصل بالشرطة ليخبرهم عن الجريمة. زوجة تنتظر زوجها لينام في بيته وسط أبنائه في مدينة جدة ثم تقوم الزوجة متعمدة بسكب الزيت المغلي على زوجها وهو نائم ويصاب الزوج بحروق من الدرجة الثانية والثالثة وينقل للمستشفى ويتوفى متأثر بما أصابه من حروق لكامل جسمه بعد يومين أو ثلاثة أيام. وشاب آخر يرافق والده لاستلام شقيقتيه من دار الرعاية الاجتماعية بالرياض، ويقوم الشاب في غفلة من والده بإطلاق الرصاص ويقتلهما أمام والدهما. شخص راشد يعتدي على طبيب سعودي يعمل في مستشفى حكومي بمكةالمكرمة لأنه رفض عمل تقرير طبي لوالده المتوفى الذي أحضر بواسطة الهلال الأحمر يتوافق مع رغباته. طلاب في المدرسة الثانوية يعتدون بالضرب المبرح على مدرسهم ويدخلونه المستشفى... وطلاب في مدرسة أخرى يتلفون سيارة مدرسهم. ورجل يمسك مسدسا ويطلق الرصاص على نفسه لينتحر. إن ما يحدث أمر مرعب بكل المقاييس في مجتمعنا، نحن لسنا مجتمعا ملائكيا أو نعيش بين أسوار المدينة الفاضلة، لكن تنامي الجريمة وانتشار السلاح بهذا الشكل يعنى وجود خلل ما قد يكون في المناهج التعليمية مثلا، أو ضعف الوازع الديني، أو التربية، سهولة الحصول على السلاح وانتقاله من شخص لآخر بنظام الإعارة أو الاستعارة، انتشار المخدرات رغم الجهود التي تبذل من قبل سلاح الحدود، الأوضاع الاقتصادية والفقر السبب، هل الأحداث التي تحيط بنا في دول الجوار لها علاقة بالأمر؟ نأمل من مراكز الأبحاث المتخصصة في الجامعات والتي تضم النخبة من المتخصصين في العلوم المختلفة أن يخضعوا ما يحدث لدراسة علمية مستفيضة لعل وعسى أن نجد الحل أو الحلول لكل هذه الإشكاليات التي أقلقتنا في المجتمع. أخيرا: إذا عرف السبب بطل العجب tayeb _b @yahoo.com