في مشهد مثير للتظاهرة الثقافية في سوق عكاظ بالطائف تم خلالها قراءة سيرة التاريخ في صورته الجاهلية لتواجه المقارنة الحديثة في بناء حضارة الإنسان والأرض على حد سواء، حيث دشن رائد الثقافة والفكر الأمير خالد الفيصل مرحلة جديدة لإنطلاقة ديوان العرب في شكله ومضمونه الذي يجسد موت الجهل وإحياء الإبداع والتراث في صورة مغايرة أساسها الإيمان والوعي وانتصار الإنسانية. فكان المشروع في نسخته الثانية صدمة حضارية إيجابية ليس على مستوى المكان بل على المستوى العربي. حيث بدأ سوق عكاظ احتضان الإبداع ودراسة هموم المثاقفة العربية بصورة نشطة تؤكد اهمية المكان. ودعم المثقف الإنسان خالد الفيصل الذي يشكل لي ولغيري "عقبة" في طريق الكلام. حين يكون الحديث عن حجم إنجازاته الثقافية والتنموية المتعددة والمتلاحقة في كل زمان وفي كل مكان يذهب إليه. وبالتالي يعجز من يريد أن يتحدث عن الرجل أمام الإجابة عن السؤال: من أين تبدأ وكيف تنتهي؟ ليكون اختصار الإجابة على السؤال في الصمت والاستسلام لمشهد تضيع أمامه لغة الكلام. انه الرجل الذي لا يتحرك ولا يجلس دون أن تكون في جيبه ورقة طويلة مليئة بالأفكار والملاحظات التي يدونها بين الحين والآخر ليصبح هذا التقليد جزءا من حياته اليومية. يا له من مسؤول مختلف يحمل هموم وطنه في رأسه وفي جيبه على مدار الساعة. في تأكيد على انه مثلما كان والده شريكاً في صناعة الوحدة فإن خالداً شريك متميز في صناعة حضارة التاريخ الحديث فكراً وأرضاً وإنساناً. وهو ما يجعلنا نقف أمام حجم عطاء رجل لا يمكن إنصافه تاركين للتاريخ كتابة قصة لا تنتهي فصولها. ألم أقل لكم إن خالد الفيصل يشكل "عقبة" في طريق الكلام؟ [email protected]