تعبنا كسلاً! تعبنا من العطل الاعتيادية والالزامية.. وبتنا نبحث عن يوم عمل اضافي. البطالة الالزامية تحتاج الى طاقة احتمال والعمل يحتاج الى قدر من الراحة.. حتى اذا زاد الشيء عن حده انقلب الى ضده. قلة من استثمر العطل الطويلة والمتكررة في اعمال نافعة وقلة من انجز مهمة تولى امر تأجيلها لضيق الوقت لذلك احسسنا بالملل. لم نتعلم ابداً كيف نستفيد من الفراغ بملئه ومن الامتلاء بتوزيعه والاستفادة من فائضه لم نكن نريد ان نتعلم اصلاً لان التعلم والتعليم يحتاج الى جهد ذهني ونحن لانريد اجهاد عقولنا بما هو مجد حتى اصبحت عملية شراء بحوث التخرج ظاهرة رصدتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وعمدت الى تشكيل لجان خاصة للحد منها! رصد الظاهرة.. شكل انتباهة ذكية وممتازة من قبل وزارة التعليم العالي ومهمة اللجان ليست سهلة ابداً في وضع الحلول لها فقد تصادر الظاهرة بظواهر لصيقة منها الرشوة ومنها كشف الزيف ومنها العقوبة رصد الظاهرة.. مهم ومفيد غير انه يحتاج الى زمن طويل للحل فالامر يتطلب منا اعتماد سلوك جديد في التعامل مع الظاهرة من منطلق تربوي ينظر الى المسألة بوصفها جهداً مسروقاً من الاخرين وان المرء مرهون ومقترن عمله بما انجزه بنفسه وليس بما عوّله على سواه او سلب من غيره بأذن مدفوع الثمن او من دون اذن على وفق ماهو عليه من سرقات ادبية. تعبنا كسلاً.. وفي الحياة متسع كبير للنشاط والعمل واكتساب المعرفة لكن اذا اراد المرء ان يبدد اوقاته ويضيع عمره فأن الاغراءات قائمة والسبب موجود ووفرة الوقت مرهونة بالضياع اصلاً. ان حقيقة ان نكون ونتقدم شؤون نحن معنيون بها وقادرون على انجازها الا ان تعب العمر يتطلب تعب التجربة كذلك.. اما ان لايأخذنا العمر الى العمل بسبب العطل الاعتيادية والالزامية التي نمر بها بأستمرار، فهذا عائد الى اننا من طبع الكسل نعيش ومن فرص الفائدة ننفلت ومن قوة العطاء نتهشم فقد تكاسلنا حتى على ان نفكر.. فضلاً عن ان نعمل فياخسارة العمر والزمن معاً ياخسارة الوقت العاطل عن العمل. الصباح الجديد العراقية