في مسيرة حياة كل منا محطة يتوقف فيها، يقدم كشف حساب لأعماله، إنها وقفة تأمل وتقويم لأعماله التي قد يجانبها التوفيق فتقترب من الصواب وتشتط حتى تصل إلى الخطأ. وكثيراً ما ينتصر عامل الخير على عامل الشر، والفلسفة في ذلك هي الخط الساخن للالتقاء بين نقيضين متضادين .. لا أعتقد أن الجمع بينهما ميسور لإنسان حتى أصبح لغزاً محيراً لكثير من الناس! فنحن نقف عاجزين أمام هذه المتناقضات في سبيل إيجاد معادلة تبعدنا عن دائرة القلق والحيرة، لأن ذلك الشعور بأن هناك شيئاً جوهريا ما ينقصنا، وعندما تبدأ موجة الفراغ الذهني مع وجود كل مغيرات الحياة على مسح هذه الحياة فالإنسان السوي قد يغضب عندما يتملكه التهيج وينخرط في البكاء عندما يتألم .. ويقهقه في مرح طفولي عندما يشعر بالسعادة ولكن هذه الشحنات الإنسانية المتفاعلة في أعماقه لا تتجاوز حد التعبير عن الفرح والأمل. ولكن النفس المرهفة للمفكر والفنان هي التي تستطيع دمج النقيضين المتساويين من حيث قوة التفاعل في موجة ديالكتيكية في الأخذ والعطاء مما يجعلها أكثر سعادة وتفاؤلا للحياة وظروفها المتناقضة من وقت لآخر لأنها لا تعيش حياة عادية بل تذهب بعيداً إلى عوالم وأكوان التموجات الفكرية وتهويمات الخيال الحافلة بالصور الإنسانية ومظاهر الحياة المتعددة التي تتحول أبعادها بفكر الفنان إلى اعمال فنية خالدة مكونة انعكاسا وردة فعل للحياة وما يكتنفها بصوررة اكثر شمولية وصدقا وحيوية وجمالا ينبع ويجمع بين البصر والبصيرة في أروع إبداعات الإنسان خيالاً. ص.ب 52986 جدة 21573