يتفانى الوالدان في توفير حياة أفضل لأبنائهم، وإتاحة كل سبل السعادة الممكنة لهم، وتقديم الرعاية بكل تعددها وتنوعها، وتعتبر الرعاية الصحية والجسدية من أهم الاهتمامات التي يقدمها الوالدان لأبنائهم من قبل أن يكرمهم المولى بهم، وذلك من خلال الفحص الطبي قبل الزواج الذي من خلال نتائج الفحوصات نستطيع تجنب أطفالنا الكثير من الأمراض والتي تأتي في مقدمتها أمراض الدم (كالأنيميا المنجلية أو أنيميا البحر المتوسط وأنيميا الفول) وأمراض الجهاز العصبي، وأمراض التمثيل الغذائي وغيرها من الأمراض الوراثية والاستقلالية والغدد الصماء (الكظرية والدرقية) والتي معظمها تنتقل بالوراثة المتنحية والتي يلعب زواج الأقارب فيها دوراً كبيراً، وليس معنى ذلك أن عدم الزواج من الأقارب يضمن أن تكون الذرية سليمة من أي مرض وراثي ولا حتى من الأمراض الوراثية المتنحية، ففحوصات ما قبل الزواج مهمة للأقارب وغير الأقارب، وتكون أكثر أهمية للأقارب إذا كان هناك أمراض وراثية، فمن المهم القيام بتلك التحاليل لكشف ما إذا كان الشخص حاملاً للمرض بغض النظر عن صلة القرابة بين الخطيبين، فهذا الفحص له من النتائج الإيجابية الكثير التي يجهلها العامة، والتي تتمحور في فحوصات لتجنب الأمراض الوراثية، فحوصات لمعرفة قدرة المقبلين على الزواج على إنجاب الأطفال، فحوصات لمعرفة إن كان أي من الطرفين يحمل أمراضا قابلة للنقل من طرف إلى آخر عن طريق الاتصال الجنسي أو المخالطة اللاصقة، والتي تسعى الجهات الصحية في توضيحها من خلال الإعلانات بالمنشآت الصحية الحكومية والأهلية، إلا أن هذه الجهود الإعلانية الإعلامية تحتاج توسيع الدائرة وزيادة المجهودات في وعي المواطنين والمقيمين على وجوب إجراء تلك الفحوصات عن طريق منافذ الإعلام المختلفة بصفة مستمرة، وخطوة ايجابية سعت إليها وزارة الصحة من حيث الاتفاق المسبق مع وزارة العدل في إعطاء التعليمات لمأذوني الانكحة بعدم إتمام مراسم عقد القران ما لم يكن هناك التقرير الطبي لفحص ما قبل الزواج حرصاً منها على إيجاد جيل خالٍ من الأمراض، فنتائج هذا الفحص شائكة ولها أبعاد متباينة قد تكون سبباً في إتمام العلاقة الزوجية، ويمكن أن يكون لها دور مؤثر في اتخاذ القرار الصعب بالانفصال والرحيل، والحقيقة التي لا تقبل الجدال أن الفحص الطبي قبل الزواج أصبح أمراً مهما لتفادي حدوث مشاكل مستقبلية، وليس فيه اعتراض على حكم الله لأن الشرع حث على أن يكون الولد الذي هو الغاية من العلاقة الزوجية لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (تناكحوا تناسلوا فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة) قوي صحيح سليم معافى، فطاعة ولاة الأمر أمر واجب، والتوكل على الله خير. همسة : أن تضيء شمعة صغيرة خير من أن تلعن الظلام. ومن أصدق من الله قيلاً ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا). ناسوخ: 0500500313