رفض رئيس الوزراء الماليزي السابق (مهاتير محمد) فكرة العولمة التي تفسرها الولاياتالمتحدة الأميركية ورفض تطبيق سياسات صندوق النقد الدولي اثناء الأزمة الآسيوية، وتعرضت ماليزيا الى حرب شعواء بهدف تخفيض عملتها وهاجمته وسائل الإعلام الغربية الى ان نجح في فرض سياساته وتحدي الغرب. كذلك فقد نجح رئيس الوزراء التركي (أردوغان) في توجيه صفعة قوية الى (شمعون بيريز) الاسرائيلي خلال قمة دافوس الاقتصادية عندما كشف للمجتمع الدولي حقيقة ذلك الكيان العدواني ثم انسحب الوفد التركي من الاجتماع ورجع (أردوغان) الى تركيا بطلاً قومياً بالرغم من حاجة تركيا الماسة الى رضى الدول الغربية عنهم وادخالهم في النادي الأوروبي الخاص بذوي الدماء الزرقاء!! وقبل يومين وجّه الرئيس الايراني (أحمدي نجاد) صفعة من الوزن الثقيل الى الكيان الصهيوني والى الولاياتالمتحدة الأميركية خلال مؤتمر محاربة التمييز العنصري في عقر بيت أوروبا وتكلم بصراحة عن فاشية ذلك النظام ودمويته وظلمه للشعب الفلسطيني، ثم توجه الى الولاياتالمتحدة التي تدافع عنه، وانتقد احتلالها لبلدان إسلامية ومعاييرها المزدوجة، ثم طالب أخيراً بإلغاء نظام الفيتو الذي تفرضه الدول الكبرى على العالم وتتحكم عن طريقه بكل ما يجري في الكون. ولقد كان مشهد الوفود الأوروبية وهي تغادر قاعة المؤتمر احتجاجاً على كلماته مضحكاً ومبكياً في الوقت نفسه، فهؤلاء الذين يرفعون شعارات الحرية والديموقراطية والمساواة قد ضاقت بلادهم وصدورهم بكلمة يقولها إنسان لينتقد فيها السياسات الاسرائيلية المجرمة التي لا يختلف اثنان على انتهاكها لأبسط مبادئ الكرامة الإنسانية!! أين ذهبت الثورات الأوروبية والأميركية لتحرير الإنسان، وأين ذهبت مواثيق الأممالمتحدة والميثاق العالمي لحقوق الإنسان الذي لاحقونا في كل مكان من أجل تطبيقه في بلداننا؟! لقد قاطعت تسع دول غربية من بينها الولاياتالمتحدة وإسرائيل المؤتمر ابتداء خوفاً من تطرق المتحدثين الى اسرائيل أو ادانتها، ثم لحقهم بقية الأوروبيين خلال كلمة نجاد، والنكتة في هذا الموضوع هي أن الأممالمتحدة هي من نظم ذلك المؤتمر ودعا اليه بينما الذين يتحكمون في مصائر العالم من خلال الأممالمتحدة هم من خافوا من الحضور حتى لا يسمعوا كلمات النقد كما حصل في المؤتمر الأول في (ديربن) قبل سبع سنوات. كم أنا مشفق على الرئيس الأميركي أوباما وأنا أسمعه يكرر عبارات السلام الدائم والعادل في فلسطين ويصر على حل الدولتين (الفلسطينية والإسرائيلية) بينما يعلم أوباما بأنه إنما يتحدى «ملكة الكون» وأن حكمه قد ينهار في أيام إن هو أصر على فرض أمر على الكيان الصهيوني لا يرغب فيه، فنتنياهو الذي يبلغ في مقياس التشدد الصهيوني 1500 درجة فوق الصفر قد قرر منذ لحظة توليه رئاسة وزراء اسرائيل على لسان وزير خارجيته (ليبرمان) بأن إسرائيل غير ملزمة باتفاقيات (أنابوليس) ولا بحل الدولتين، وحتى المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط (ميتشل) قد تم طرده بطريقة ناعمة، فخير لأوباما بأن يلحس كلامه من أن يضع نفسه في مواجهة العالم كله بتحدي ملكة الكون!! الرأي الكويتية