مع بداية عملي بالبلاد كانت بداية عمل معالي الشيخ عبد الوهاب عبد الواسع يرحمه الله وزيراً للحج وكان عليّ أن أتابع أخبار هذه الوزارة بصفة مستمرة وارصد الانشطة التي تقوم بها لخدمة الحج والحجيج .. وبدأت أتردد على مبنى وزارة الحج في شارع الميناء بجدة .. وكان مكتب الوزير في هذا المبنى يعج بالحركة قبل الحج بشهور وفي هذه الأيام كان مدير عام مكتب الوزير هو الاستاذ حسام خاشقجي وكان مدير المكتب يكتسب أهميته من الوزير الذي يعمل معه بمعنى آخر كان وصول الصحفي الى كسب ثقة مدير عام مكتب معاليه وصوله للوزير شخصيّاً وهذا ما حرصت عليه فقد كان الاستاذ حسام خاشقجي لطيف المعشر أنيق الملبس ودوداً مع من يتعامل معهم من المراجعين والصحفيين. وفي هذا الوقت المبكر بدأت فكرة المؤسسات التجريبية للطوافة وكان وزير الحج الشيخ عبد الوهاب عبد الواسع يعطيها اهتمامه الكبير فقد كانت الفكرة وليده وتم تقسيمهم الى ست مؤسسات طوافة كل مؤسسة تخدم قطاعات محددة من الحجيج حجاج الدول العربية وحجاج جنوب آسيا حجاج افريقيا واوروبا وهكذا .. وخلال هذه الفترة تابعت الوزير وهو يلتقى بأعضاء المؤسسات مؤسسة مؤسسة ويؤكد عليهم على ضرورة خدمة الحاج منذ لحظة وصوله الى المملكة وحتى انتهاء مناسك الحج والعودة لبلاده - كانت - معاملات معاليه مع مؤسسات الطوافة تتسم بالشدة والصرامة وفي أنه لن يسمح أبداً بالتقاعس عن خدمة الحاج مهما كانت الظروف بل اننى اذكر أنه في اعقاب كل موسم حج كان يعقد اجتماعاً كبيراً لجميع مؤسسات الطوافة التجريبية العاملة في الحج ويؤكد أنه سيوقع عقوبات رادعة على المخالفين" في موسم الحج" قد تصل الى حد الحرمان من العمل في موسم الحج اذا قصر المطوف أو المؤسسة ومن يعملون فيها في خدمة الحاج . واعطى معالي الشيخ عبد الوهاب عبد الواسع تعليمات لمعاونيه بأن يعرضوا عليه شخصيّاً كل الشكاوى التي تصلهم من الحجاج ضد مؤسسات الطوافة ليحاسب المقصرين حساباً عسيراً في اللقاء السنوي الكبير الذي يعقده في نهاية كل موسم حج وكان معاليه "يمطر علينا" نحن الصحفيين حضور هذا اللقاء لأنه كان لقاء على المكشوف. ولقد اتيح لي بعد أن توطدت العلاقة مع معاليه أن أطلب منه أن يستضيف مجموعة اسرة البلاد العاملة في المشاعر المقدسة بل إنني شاركت مع الزميل عبد الوهاب محجوب في اصدار نشرة "المشاعر" وهي نشرة سنوية متخصصة تصدرها وزارة الحج وتتضمن اخبار ونشاطات الوزارة خلال أيام الحج كما تتضمن شرحا لأركان الحج للمفرد والقارن والمتمتع والتليفونات المهمة التي يحتاجها كل حاج.. وكنت سعيداً وأنا أرافق معاليه وهو يقوم أكثر من مرة وهو يلبس ملابس الاحرام بزيارة مركز ارشاد التائهين ومركز شباب الكشافة ويطمئن بنفسه على كل صغيرة وكبيرة في أمور الحج وأيضا الاستعدادات التي تتم سنويّاً لاستقبال المليك لرؤساء ووفود الحجيج والندوة الاسلامية الكبرى التي تقيمها سنويّاً وزارة الحج وتدعو اليها عدداً من كبار الدعاة والباحثين في البلدان الاسلامية للتحدث فيها وكان لها في كل عام "عنوان جديد". واذكر أنني واجهت صعوبة في الحاق ابني المهندس أحمد شاكر عبد العزيز في الالتحاق بالصف الأول الابتدائي بمدارس الثغر النموذجية طرف صديقه الكبير الأستاذ عبد الرحمن التونسي وعندما فشلت في إلحاق أحمد بالمدرسة لجأت لمعاليه ليتدخل لدى زميل دراسته في القاهرة عبد الرحمن التونسي مدير عام مدارس الثغر النموذجية ليوصي بقبول "الابن أحمد" بالمدارس وقد كان، قُبل أحمد بمدارس الثغر النموذجية بالصف الأول الابتدائي وظل بها هو وشقيقه عمرو إلى أن انهيا الدراسة الثانوية. تلك بعض المواقف التي لا يمكن أن تنسى مع هذه الشخصية التي قدمت الكثير لبلادها والمليك وخدمة المسلمين في بقاع الدنيا - رحمه الله. [email protected]