سألني صديقي ونحن نأخذ مجلسينا في ركن "المطعم" المطل على البحر الممتد امامنا بكل غموضه.. واسراره.. ورهبته وقد لفه سكون شديد الا من بعض تلاطم خفيف لموجه وانوار من البعيد تتسع في الفضاء الواسع.. قال.. صديقي: خروجا عن سياق الحوار الدائر بيننا. هل هذه الصرخة العلمية التي اقامت الدنيا ولم تقعدها ذات يوم باستنساخ "النعجة" دولي هي المحاولة الاولى في عالم الاستنساخ..؟ لم افهم السؤال.. كما عناه صديقي.. فقلت ماذا تقصد بهذا؟ قال اعتقد ان سؤالي واضح.. أليس هناك "اناس" مستنسخون من آخرين؟ لا اكتمكم اعجبني السؤال.. وادهشني – معناه – فرحت اقول له وانا اطارد تداعي افكاري لعملية "الاستنساخ" هذه.. ماذا يحدث عندما يخرج هذا "العلم" المذهل صورة طبق الاصل "لإنسان" يأتينا بكل تكوينه الفكري.. والعصبي بمعنى ان يفكر "المنسوخ.. والمنسوخ" منه تفكيراً واحداً وفي ذات اللحظة والتو. عندها قال صديقي لقد وصلنا الى ما اريد ان اقوله لك.. إذا عجز هذا العلم.. من الوصول الى هذا المستوى من الاستنساخ واكتفي بالصورة الخارجية فقط فإن هناك من استطاع ان يوجد لنا "استنساخا" واحداً في الفكر والتوجه.. وهذا أدق وأخطر.. انظر حولك في هذا الفكر الاحادي النظرة والمتطرف الذي ملأ الحياة العربية أليس هذا هو استنساخ اكثر خطورة.. انظر الى تلك الاحزاب الضالة التي تصطبغ بلون واحد من الفكر دون محاولة ولو بسيطة للنظر خارج ما رسم لها.. هذا الاستنساخ الفكري أشد خطورة من الاستنساخ الآخر وهو التكوين الجسماني. قلت له.. ان ما ذهبت اليه بلاشك يشكل خطورة واضحة.. ولكن ألا ترى ان النعجة "دولي" هذه دخلت التاريخ من أبهى ابوابه ألا وهو العلم. قال نعم.. وتلك ميزة هذا العصر الاستنساخي. لملمنا أشياءنا من على الطاولة.. والبحر يزداد غموضا عندما ودعنا ذلك "النادل" في هدوء.