يبدو أن اللسان الطويل المتبرئ من أصحابه، تحول من نقمة إلى نعمة، ومن مصدر للويل والثبور وعظائم الأمور إلى بئر مال، بدليل أن شركة "كوستا" لصناعة القهوة والتي تبيع حوالي 108 ملايين فنجان في بريطانيا سنوياً، أتمت مؤخراً صفقة تأمين على لسان أشهر "ذواقيها" الايطالي جينارو بيليتشيا بمبلغ يقارب 14 مليون دولار فقط لا غير، على اعتبار أن براعم التذوق لدى الأخ الذواق لاتقل أهمية عن أي عضو حيوي آخر من أعضاء الجسم كالحبال الصوتية عند المغنين أو سيقان عارضات الأزياء "الفاضلات" بحسب وسيط الصفقة!!. وهكذا، تسقط مقولة "لسانك حصانك إذا صنته صانك" باللحسة القاضية أو بفارق الكلمات لتصبح لسانك باب رزقك أو طوّل لسانك تاكل ملبن، أو فعل الرجال على قدر حكيها، أو كل إنسان رزقه على لسانه، أو كل بني آدم مُعلق من لسانه بدلاً من "كرعوبه"، ويجوز عندئذ إضافة اللسان إلى قائمة المهارات المطلوبة للتعيين في الوظائف الحكومية والخاصة كسرعة إخراج الأحرف وعدد الكلمات التي ينطقها المتقدم بالثانية، وكم "شطلة" احتياط أصلية يملك على ألا تقل عن سبع شطلات كحد أدنى مثلاً، ومدى إمكانية ربط اللسان بعداد نظامي وكذلك توصيله بأجهزة الحاسوب!!. ثم إذا كان السكوت من ذهب نظرياً فإن تشغيل اللسان ووفقاً لعقد التأمين المذكور من ياقوت ومرجان وماس عملياً، وعليه يمكن احداث جائزة اللسان الذهبي لأحسن نمام عن أذكى نميمة تطيح برقبة "المنموم" عليه أو ترسله إلى بيت خالته، وهذا لا يتناقض مع مبدأ فضل اللسان على الإنسان بل يندرج تحت خانة المنافسة المشروعة في صراع البقاء بين الألسنة وأيهم أطول و"أسلط"!!. وعن نفسي، قررت شحذ لساني وصولاً إلى مستوى 150 كلمة بالدقيقة، واعتماد استراتيجية "النميمة" الشفهية عوضاً عن الكتابية طمعاً بمرتبة مدير عام فمافوق، والله الموفق. تشرين السورية