كان طريق المدينةالمنورةمكةالمكرمة القديم يشعرنا بالخوف.. والمغامرة ونحن نقطعه ذهاباً وإياباً بما فيه من مخاطر.. لانحناءاته العنيفة ولضيق مساره الأكثر عنفاً وخطورة.. وبتلك "المزلقانات" التي تشكل "فخاخاً" للعابرين والتي كانت سبباً مباشراً في أن يجد سائق السيارة الصغيرة.. سيارته وقد استقرت على ظهر إحدى "الحافلات" كأحسن لقطة في فيلم "هوليوودي". ذلك الطريق.. بخيوفه المنتشرة على جانبيه.. بنخيلها.. وزروعها.. وبتلك القرى والوديان.. وبناسها.. وأهلها.. فهذا وادي الصفرا.. وذاك وادي الحمرا.. بهذه المواقع التاريخية التي تحكي الكثير من المواقف.. حيث ترك التاريخ بصماته على متنها.. تحتاج إلى جهد مضاعف من متخصصي التراث والآثار لكي يأتوا إليها.. ولا أظن إلا أنه ممكن بعد وجود وزارة تعنى "بالثقافة" وهيئة تعنى بالتراث لينبشوا في حجارتها.. وتربتها ليخرجوا لنا ما غاب عنا أو غيبته الأيام.. فمن هنا مرّ رسول الله صلوات الله عليه في طريقه إلى "بدر" فقد سار حتى وصل إلى بئر الروحاء.. وصلى هناك ثم انحرف يميناً إلى جبل "رحقان" وهو ما يتعارف عليه الناس اليوم بجبل "الفقرة" كما أظن.. وكان وصلها صلوات الله عليه ليلة الأربعاء النصف من شهر رمضان فصلى عند بئرها.. ثم ارتحل إلى بدر. والروحاء قرية.. مأهولة بسكانها وبها مدارس وهي ذات تاريخ قديم جاء ذكرها في كتب التاريخ والتراث.