إن الشمس لم تأت إلى المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في زيارة قصيرة، وإنما جاءت لتقيم. الكل هنا لابد أن يعرف أننا ندخل دنيا جديدة لم نعرفها منذ وقت طويل..كل واحد منا يجب أن يعد نفسه للحياة الجديدة. الدنيا تغيرت وأصبحت دنيا للذين يقولون رأيهم بكل شجاعة وكل إيمان . هذا التغيير الكبير الذي حصل في حاضرنا لا يصلح لمساحي الجوخ.. والذين تعودوا أن يبصروا في الظلام يصعب عليهم أن يتحسسوا طريقهم في ضوء هذه الشمس الساطعة. الآن بالتعديل الكبير الجديد الذي حصل في بلادنا الذي أجراه خادم الحرمين الشريفين نستطيع أن نتخيل أثر الحكومة الصالحة في حياة كل فرد من أفراد هذه المملكة. ففي ضوء هذا التجديد يأمن كل فرد على حقوقه وعلى كرامته.. ويشعر أنه عضو ذو قوة وذو قيمة في مجتمع فاضل.. فيصرف جهده إلى العمل المنتج ويحسن عمله المنوط به، ويراقب ضميره في كل صغيرة وكبيرة، ويتوخى الخير العام لأن فيه خيراً له. وحينئذ تسير شؤون الدولة في أقوم طريق وأيسر سبيل، وتنجز الأعمال في دقة، وسرعة وأمانة، فلا يتبرم أحد ولا يشكو. إن كل فرد في هذه المملكة لا شك راضٍ مطمئن لهذا التغيير الجديد.. فليصور كل منا لنفسه وقد اطمأن فيها كل فرد إلى حقه، واطمأنت فيها النفوس كل إلى حقها. وبهذا العطف الذي منحه الملك عبدالله لأبنائه المواطنين سنجد أن حكومته الصالحة بإذن الله نعمة على المواطن وسعادة. وينشدها كل مواطن.. وهذا مصداق قوله صلى الله عليه وسلم. "خير أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وشر أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم. هذا الملك اعطى لكل مواطن الحرية في إبداء رأيه لا سلطان لأحد عليه في التعبير عما يريد بالقول ولم يسلب المواطن حقه الطبيعي في الاعلان عن رأيه وهو يعلم أن الاسلام سلك حدّاً وسطاً فوضع للحرية قيوداً تحقق النفع منها.. وتمنع سوء استعمالها . فشرط التزام الحكمة وحسن الموعظة فيمن حرص على اكتساب حق الحرية في الجهر بالرأي والدعوة اليه ونقد آراء الغير. الناس فرحة بهذا الحدث الذي سيصبح بإذن الله طابع حياتنا الجديدة، فلنحافظ عليه في كل ميدان من ميادين حياتنا .. وكرامة المواطن اصبحت الآن هي في الحفظ والصون. نريد أن يُنفذ كل مسؤول ممن جرى اختيارهم في التعديلات الأخيرة كل من موقعه ما أقسم عليه بالله سبحانه وتعالى، والوعد الذي جاء في هذا القسم وكل من يعبث بمقدرات المواطنين يعبث بشرف القسم، وأرجو أن تجعلوا العالم كله يشهد بنزاهة هذه الدولة فنحن في حاجة إلى مسؤولين يواجهون العواصف، ولا يسايرون الريح "وإنه لقسم لو تعلمون عظيم". مكة المكرمة