الجولة الناجحة التي حققها الفريق السعودي لحقوق الإنسان في جنيف الأسبوع الماضي وقاد مفاوضاتها بنجاح فريق عمل يضم أربعين عضوا على أرفع مستويات التمثيل برئاسة الدكتور زيد الحسين نائب رئيس هيئة حقوق الإنسان بالمملكة حيث أشار في تقريره إلى أن من أهم خصوصيات المملكة النقلة المجتمعية التي بنت عليها طموحاتها متجاوزة بذلك العديد من السلبيات التي كانت تمثل إشكالية في عملية تكامل البنية الاجتماعية الشاملة لمختلف أوجه الحياة ولكن الإصرار والإرادة كانتا بمثابة طوق النجاة لوصولنا للتقدم الحضاري والثقافي الذي يعيشه المجتمع السعودي ولم تحدث هذه النقلة من فراغ أو ضربة حظ عفوية وإنما كانت نتاج عقول تفكر وتبدع وتتابع لما يدور على أرض الواقع مقارنة بمجتمعات أخرى حققت منجزات متلاحقة سبقتنا بحكم الأسبقية وهذه من معطيات التاريخ وهو ما يجعلنا نزداد إيمانا بديناميكية الحياة وأن مجاراة الآخرين في إعمار الأرض يأتي من منطلق إنساني متى ما توفرت له فرص تتلاءم مع إمكانياته وفكره الأيدلوجي، ثمة من يحاول أن يوجه لك نقدا لاذعا لأنك ببساطة لا تنساق إليه ولم تتجاوب مع إملاءاته وهي قضية تفرضها معايير كثيرة بين مجتمع وآخر إضافة إلى تصنيفات متباينة في تجاذباتها بين مد وجزر وتوافق واختلاف ولكنها تبقى عرضة للجدل بين ثقافات مختلفة وعندما تكون لدينا الجرأة والشفافية لفتح عدد من الملفات الساخنة ذات العلاقة المباشرة بكل ما يتعلق بحقوق الإنسان وهو ما كنا نتوقع أن نواجهه بحزم من الانتقادات قبل أن يبادر الوفد السعودي بعرض ملفاته وبالشفافية التي تتطلبها حالة كل ملف على حدة، وما دام في مقدور الهيئات المسؤولة أحقية الدفاع والحوار وتتمتع بصفة التمثيل الرسمي على المستويين المحلي والعالمي وعلى قدر كبير من الشمولية والإلمام بكافة قضايانا المجتمعية بما لديها من خلفية ودراية تتطلب نقلها بمصداقية لذا كان النجاح حليف وفدنا السعودي في جنيف الذي بدد برودة الشتاء وانخفاض درجات الحرارة وتراكمات الثلوج بإعلانه عن خطط طموحة وبرامج توعوية تشرف عليها هيئة حقوق الإنسان بمشاركة أجهزة الدولة المعنية تتبعها خطوات عملية قابلة للتنفيذ وتواكب حاجة المجتمع وأحقيته في حرية التعبير بفكر حضاري وثقافي يحدد أهدافه وأولوياته بعيدا عن المبالغة والتصرفات غير المسؤولة والوقوف بصرامة ضد انتهاكات حقوق المرأة والطفل بما يسمى بالعنف الأسري الذي بات يشكل تهديدا لأمن المجتمع. [email protected]