لم يكن مفاجئاً منح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله جائزة البطل العالمي لمكافحة الجوع لعام 2008م بإجماع المؤسسات والهبات الدولية وهي الجائزة الأولى من نوعها التي تمنحها منظمات الأممالمتحدة في مجال الأعمال الانسانية . وهنا أشير إلى ما تحدث به الأستاذ عبدالله الركيان المبعوث الخاص للأمم المتحدة للشؤون الانسانية. للزميلة "الرياض" الذي أوضح مضمونه أن التبرع السعودي الذي وصفه بغير "المسبوق" على الاطلاق خلال مسيرة البرنامج منع بعد عناية الله الكثيرين من الفقراء حول العالم من التعرض لمخاطر الجوع والأمراض المرتبطة به. مضيفاً ان للمملكة جهوداً بارزة في دعم العمل الانساني وان ما قدمته لمنظمات الأممالمتحدة وعلى رأسها برنامج الأغذية العالمي جعلها تقفز إلى مراكز متقدمة جدّاً في قائمة الدول المانحة واصفا تلك الجهود بأنها تجسد أسمى صور العمل الإنساني. والمملكة وهي تقوم بهذا الانجاز الانساني العظيم تقوم بدور فاعل في مجالات الاعمال الانسانية والخيرية والاغاثية في انحاء العالم خاصة في القارتين الافريقية والآسيوية اللتين تعدان من أكثر الأماكن التي تعاني من الفقر والجوع. وأن هذا العمل الانساني النبيل ليس غريباً على "ملك الانسانية" الذي يحمل في احساسه شعوراً انسانيّاً نبيلاً لا يقبل رؤية الظلم والجوع. إن دعم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ساعد على حماية ملايين الاشخاص في الدول النامية من مشكلة نقص الغذاء وتحقيق حياة آمنة لهم. وان منح هذه الجائزة لخادم الحرمين الشريفين يعكس مدى التقدير والاحترام الذي يحظى به لدى المنظمات الدولية. كما تمثل حرصه على المساهمة في جميع الميادين التي تخدم الانسانية حول العالم. وان مواقف خادم الحرمين الشريفين للانسانية هو ما طبع عليه وتجسد في نفسه النقية وكنا نرى هذه المواقف على أرض الواقع وهو يتفقد بيوت الفقراء من أبنائه في الرياض. يسألهم بأبوية حانية يركز على احتياجاتهم . وأنقل ما كتبه عن هذا الجانب الزميل صالح بن سبعان في الزميلة "عكاظ" نشر بتاريخ السابع من هذا الشهر. برعاية واهتمام الملك الانسان بالدعم اللامحدود للخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية إلى جانب المشاريع الاقتصادية العملاقة التي توزعت بين المناطق بالعدل. هذا ما نقرأه في كتاب الداخل، ونقرأه ما بين السطور وحروف أقواله بيننا مقروناً بما يفيض من يديه من أعمال تصب في مصلحة الضعفاء من أبناء شعبه. ولذا لا تفاجئنا الدهشة، فهذا هو "عبدالله" "أبو متعب" الذي نعرفه عن قرب مثلما نعرف أنفسنا ونعرف انه يسير على نفس الطريق الذي اختطه والمنهج الذي أرسى قواعده الملك العظيم المؤسس لهذا الكيان الكبير عبدالعزيز ابن الامام عبدالرحمن آل سعود وهو يضع بتوفيق من الله قواعد أسس دولتنا العزيزة على هدى من الشرع الاسلامي الحنيف. إن العالم الذي شهد مواقف الملك والمملكة إبان ما أحدثه ارتفاع اسعار النفط من ربكة وهزة طالت دول العالم أجمع، وكادت تصيب الدول المستوردة والفقيرة في مقتل. فغيرت أحوالهم بشبح المجاعة في قارات آسيا وافريقيا وامريكا الجنوبية، الذي شاهدوا مواقف الملك والمملكة حينها وهو يمد يد الحنو والاغاثة والدعم. وحدهم هم من اندهشوا وتأثروا، وقرأوا في ذلك الموقف النبيل ما نظنه نحن بديهيّاً ومنطقيّاً وطبيعيّاً لأنه يتسق ومبادئ مسؤولية الحكم والحاكم في شرعنا وأنه ينسجم مع معطيات الخير والانسانية التي تجسد أسمى وأروع وأنبل وأرقى صور العمل الانساني لخادم الحرمين الشريفين وكل ولاة الأمر في مملكتنا العزيزة منذ تأسيس وقيام المملكة. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وأدام على مملكتنا نعمة الأمن والأمان.