قال لي احد الاصدقاء وبكلمات فيها بعض الأسى الا ترى يا صديقي هذه المأساة والتي تتدحرج علينا بالجملة والقطاعي نطالعها من حين لآخر لادعياء تبعثروا بين كتاباتهم بقوة بغمس اقلامهم في الاطراء وفي التهجم اللامسؤول احياناً يلهثون وراء كل شاردة وواردة فهموها أم لم يفهموها همهم الأكبر ان يكتبوا تأييدا او رفضا وبعقلية من تخاطبه في الشرق وتكون اجابته عن الغرب، ليس لهم همٌ سوى نفخ الهواء واستنشاق الغثاء، يتبجح أخرقهم انه "باحث" يعرف كيف يستنبط ويوثق، فترى فيما يدعيه شروخاً وعطاءً هزيلاً مليء باللغط ومشوه الاستنباط كثير الاغلاط ولا يكتفي ذلك الموهوم المتبجح بما يتوهمه هو ومن سلك مسلكه بل يتجاوز ذلك بمجادلة اهل الاختصاص وهو ليس منهم، فيأتي طرحه ضعيفاً في حجته متجاوزاً في استرساله بين ثنايا سطوره لغة غير لغة الحق يسعى لتحقيقها من خلال هرولته الدائمة في كل ما يطرحه. قلت لذلك الصديق تجنب ما يقع تحت ناظريك من تلك المهاترات فهي لا تستحق ان تقرأ من"كتيبون" لايعرفون معنى شرف الكلمة. إنني اشفق على هؤلاء الكتيبين وامقت سعيهم، اشفق عليهم لأنهم عجزة وضعفاء في طرحهم وافكارهم وحوارهم وامقت سعيهم لانهم تقلدوا فكراً تجرعوه بلا وعي واستسلموا له دون ادراك والطامة الكبرى ان كل منهم يرى نفسه اهلا لمزاحمة اهل العلم والمعرفة بعد ان جمع فتاتاً من المعرفة خدع بها نفسه وفضح من خلالها عن جهله. لقد آن الأوان ان يفيق اولئك الكتيبون من غفوتهم ويكفوا عن صفحات النور ألسنتهم، وان كل محاولات التشويش التي يرسمونها لتحقيق غاية ناقصة وهابطة لن تمر بتلك البساطة التي يتخيلونها، لان هناك اقلاماً نظيفة تكشف وتعري، وأن هناك قراء يستيطعون التمييز بين الغث والسمين، فالنصيحة لاولئك "الكتيبون" ان يجعلوا للخجل موضعاً يستطيعون الاختفاء خلفه عند انكشاف امرهم وضحالة فكرهم وسوء فعلهم. * وقفة: دخل الثعلب ليلة عرين الاسد ومكث فيه طيلة الليل وخرج منه صباحاً وهو ثعلب.