لقد حكم العالم طوال عمر الأرض أربعة من البشر اثنان منهم صالحان واثنان فاسدان.. وكان أحد المفسدين هو الطاغية النمرود وكان في عهد نبي الله إبراهيم - عليه السلام - وكان هذا النمرود يشتكي شيئا ما في أذنه يقض مضجعه ويؤجج حرارة الألم فيه.. وكان لا يهدأ حتى يُضرب رأسه بالنعل. ويبدو أن هذا يثمر في كثير من الأحيان مع الطغاة وأصحاب الأمراض النفسية الشريرة على وتيرة النمرود. مما حدا بأحد الصحفيين العراقيين بأن يطلق نعليه على رئيس دولة تغالى في القتل والتدمير لشعوب حتى جعلها خراباً يكاد يستعصي لم شتاتها وتضميد جراحها كما في العراق وأفغانستان. ثم يأتي ويكذب ويدعي بأنه قادم للإصلاح.. مستخفا بالعقول البشرية بحجة أنه المخلص الذي بعثه الرب لهؤلاء المساكين. هنا يأتي السؤال لماذا فعل الصحفي منتظر الزيدي ما فعله من قذف نعليه في وجه الطاغية؟ إن هذا الصحفي ال «منتظر» قد انتظر كثيرا ليحقق هذا الحلم وأن يرد الصاع صاعين لهذا الطاغية فقد تحرك ما يعتمل في مكنون فؤاده، وكأنه تم إنابته عن كل شعبه لينفث عن بركان جاثم على صدورهم ضد هذا الرئيس وسياسته وبغضه لشعب العراق والذي بدأ بقتل حوالي المليون طفل في الحصار ثم أكمل القتل في بقية الشعب صغيرا وكبيرا. مع العلم أن هذا النعل قد حرك ميزان الحساب والعدل.. بمعنى إذا سأل بوش الصحفي لماذا ألقيت علي حذاءك. فسيرد عليه ولماذا ألقيت صواريخك وقنابلك علينا؟.. وسنرى أن كفة الميزان ستكون لصالح الصحفي قولا وفعلا. وبالتالي بدلا من ان يقدم الصحفي للمحاكمة سيقدم بوش الى محكمة العدل الدولية كمجرم حرب بسبب افراطه في القتل الفردي والجماعي. وأسأل أي عاقل هذا الذي يذهب الى مكان قد دمره تدميرا.. ويستخف بعقول أهله معتقدا بأنهم سيستقبلونه بالورد كما كان يقول لجنوده عند بدء الاحتلال للعراق إلا أنه تجرأ وذهب في وقت كان الأحرى ان يشتغل فيه بحزم أمتعته للرحيل من الرئاسة غير مأسوف عليه وإلى غير رجعة. وبالرغم أن بوش عمل بكل أسلحته المحرمة وغير المحرمة إلا أنه لم يخضع الشعب العراقي أبدا ولكنهم اخضعوه بسلاح قوي في مجمله رطب في ملمسه ولكنه قاس جدا ألا وهو سلاح النعال «المزدوجة». ومن سخرية القدر أن مثل هذا الأحداث تصنع كلمات التهكم والسخرية كما هو ديدن الشعوب تعبيرا بالتنفيث عن الهموم.. فيقال إن بوش سيرفع شكواه الى هيئة حقوق الإنسان بأن قناصا عراقيا أراد اغتياله بسلاح ردع جديد لم نعرفه من قبل قد يقلب موازين الحروب في العالم.. كما طلب التحفظ على هذا السلاح «الحذائين» لتحليلهما في المعامل العسكرية لمعرفة مدى خطورتهما وفحواهما الكيميائية. وفي رد احد السياسيين على سؤال قال: سنستبدل الاحذية بالورود عند الدخول الى القاعات. كما يقال إن بوش ساعة الضربة الحاسمة تأوه.. ونطق قائلا: سامحك الله يا صديقي العزيز «بلير» لطالما كنا شريكين في كل شيء في السابق.. فلماذا تتخلى عني اليوم؟ أفضل ما حدث أن هذا ال - منتظر - للحظة الحاسمة جمع حوله كل فئات الشعب العراقي مجتمعا على صعيد واحد في صرخة واحدة امام ذلك المستعمر.. هذا المستعمر الذي لم يلق في حياته إهانة مثل تلك.. فلو كانت هذه الفعلة في حياة بوش السياسية لأقام الدنيا وأقعدها وكانت فرصته أفضل.. حتى قال احدهم لو كنا نعلم أن تطاير النعلين سيؤدى الى وحدة الصف لتمنينا من المنتظر فعلها في السابق. لا يستبعد أن يكون ليوم 14 ديسمبر حظوة في أيام الاجازات السنوية التي يحتفل بها في العراق بما فيه من وقع طيب في نفوس العراقيين. ومضة: العاقل من اتعظ بغيره.