*ممالاشك فيه أن فرص الابتعاث التي أتيحت مؤخراً لطلاب المملكة بدعم من خادم الحرمين الشرفيين حفظه الله .. تعد خطوة ناجحة بكل المقاييس وهي بوابة لتحقيق أحلام المئات من الطامحين لخدمة دينهم ثم وطنهم من خلال تسلحهم بالعلم والاستفادة من وسائل التعليم في الدول المتقدمة. . * ولكنني أرى بأن فكرة الإبتعاث تحتاج إلى إعادة نظر حول إستراتيجية بنائها ..ويلزمها خطوات متتالية لإصلاح بعض الثغرات في تنفيذها على أرض الواقع . ولأن الجوانب التي أود التطرق إليها متعددة فلقد حرصت على أن أورد هذا الرأي لقارئ مهتم كتب رأيه معلقاً على الخبر الذي طالعتنا به صحيفة الجزيرة في عددها "13120" والذي جاء فيه أن عدد المبتعثين للدراسة في الخارج قد يجتاز الرقم 40 ألف طلب مبتعث من قبل وزارة التعليم العالي علماً بأن العدد في العام الماضي كان 29 ألف طلب ..كتب خالد العطاالله في صحيفة الجزيرة بتاريخ 19-10-2008 يقول ( مادعاني للكتابة هو استغرابي الشديد من كثرة المبتعثين ويقابل ذلك عدم التعامل معهم بطريقة توفر للدولة المال الكثير .فالقبول في الجامعات في الخارج ليس مشكلة تواجه المبتعث أو الوزارة وتوفر السكن كذلك ليس من المشكلات ولكن ماأطالب به هو تنسيق ذلك مابين وزارة التعليم العالي والدول التي يتم التعاون معها . فلكم أن تتخيلوا وعلى سبيل المثال أن أستراليا لوحدها يوجد بها أكثر من 9000 طالب ويتسلمون مكافأة تقارب 6000 ريال بخلاف تذاكر السفر التي تتجاوز 8500 ريال ومصاريف الجامعة ودراسة الأبناء وحضانة الأطفال ودراسة الزوجة وغير ذلك من المصاريف التي تدعم الاقتصاد الأسترالي وبقوة وذلك بهجرة الأموال السعودية إليهم وبحسبة قصيرة وتقريبية فإن مكافأة الطلاب تصل إلى 648 مليون ريال سنوياً .وتذاكرهم 76مليونا سنوياً ودراسة الابن الواحد 35ألف ريال سنوياً وحضانة الأطفال 40ألف سنوياً هذا بخلاف مصاريف العلاج والدراسة والسكن وغيرهما ) * خالد . يرى بأن التنسيق مطلب ملح حتى أنه راح يستعرض مثالاً يبين فيه الفرق بين مبتعثينا ومبتعثي الكويت فيقول إن الحكومة الإسترالية قد جعلت دراسة الأبناء المبتعثين مجاناً مقابل التحاق الكويتين إليهم ونحن ندفع 35000 ريالا للإبن الواحد ويتساءل بذكاء ماهي نسبة الطلاب الكويتيون في إستراليا بالنسبة لطلابنا . * مؤكد إن صحت هذه الإرقام.. أن هذا النزف المالي سيوصلنا إلى نقطة حرجة نحن في غنى عنها إن هذا العدد الهائل الذي تم قبوله للإبتعاث ( 40ألف مبتعث) عدد كبير يجعلنا نتساءل عن أليات القبول في برنامج الإبتعاث . هل أخذ بعين الإعتبار موضوع المفاضلة بالنسبة للمتقدمين أم أن القضية يتساوى فيها الجد بالهزل؟ هل أعدت دورات تحضيرية للمبتعث يتعرف من خلالها على الأدوار المناطة به ويتم عن طريقها إعداده من جميع النواحي التعليمية والسلوكية ؟ مضافاً إلى ذك تعريفه بالمدينة التي سيبتعث إليها؟ هل التخصصات التي فتح من أجلها الإبتعاث هي تخصصات يتطلبها سوق العمل لدينا هل ثمة جهات تعنى بأوضاع المبتعث ومشكلاته اليومية وتهتم بإعداد تقارير دورية عن سيره الدراسي وهو في سنوات الإبتعاث.. والسؤال الأهم كيف سيكون مستقبل هذه الأعداد الهائلة في المستقبل القريب ..ماهي الجهات التي ستعنى بتوظيفهم وهل سيظفرون بعمل لائق يناسب شهاداتهم التي حصلوا عليها بكل جدارة وأستحقاق في ظل إشكالية التوظيف "البطاله" والتي مازال يعاني منها خريجي جامعاتنا المحلية . أسئلة حائرة تجعلنا نطالب وزارة التعليم العالي وكل الوزارات المعنية بأهمية تقويم التجربة من خلال إتساع أفقهم وتقبل كل الأراء وأيضاً إعادة النظر حول مستقبل هذه الأعداد قبل أن تسحقهم الإحباطات والحسرات وأرى بأن الفرصة مازالت سانحة لإستدراك الأخطاء فحري بنا أن نعمل شيئاً قبل وقوع الفاس فالرأس والله ولي التوفيق [email protected]