الحج المبرور هو الحج الذي لا يخالطه إثم، وعلامته ان تظهر ثمرته على صاحبه بأن يأتي حالته بعده كلها خير منها قبله! وقد ذكر البر والتقوى في قول الله تعالى: "ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب، ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر". والحج المبرور يقصد به ترك ما يخل بالحج او يفسده او ينقص ثوابه، وترك فعل المعاصي والموبقات وارتكاب الجرائم والآثام وأذية الحجاج والإخلال بالأمن في البلد الحرام. ويقول سبحانه وتعالى: "ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم". ومن ثمرات الحج المبرور، ولاسيما اذا اجتنب الحاج ارتكاب الذنوب والمعاصي يرجع من ذنوبه كيوم ولدته امه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه". وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة". فالحج المبرور يغسل الذنوب، فعن عبدالله بن جواد رضي الله عنه، قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حجوا فان الحج يغسل الذنوب كما يغسل الماء الدرن". وقال صلى الله عليه وسلم: "الحج يهدم ما قبله". والحج المبرور ثمراته النفقة مضاعفة، فالدرهم الواحد يعادل سبعمائة درهم كالنفقة في سبيل الله، فعن بريدة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف". والنفقة في الحج مخلوفة على الحاج لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وإن أنفقوا أخلف لهم". والحاج في عهد الله وضمانه حتى يرجع، وان مات وقع أجره على ربه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حج البيت أو اعتمر فهو في ضمان الله، فإن مات أدخله الجنة، وإن رده إلى أهله رده بأجر وغنيمة". وشفاعة الحاج يقبلها الله تعالى وكذلك فيمن شفع فيه ودعا له اضافة إلى الدخول في دعائه عليه افضل الصلوات واتم التسليم بالمغفرة للحاج، ومن استغفر له، فعن ابي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج". وروى في يوم عرفة ان الله يقول: "أفيضوا مغفورا لكم ولمن شفعتم فيه". والمتابعة بين الحج والعمرة تزيد في العمر والرزق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تابعوا بين الحج والعمرة فإن المتابعة بينهما تزيد في العمر والرزق". وفي حديث: "حجج تترى وعمر نسقى يدفعن ميتة السوء وعيلة الفقر". وعن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: تابعوا بين الحج والعمرة، فانهما ينفيان عن العبد الفقر والذنوب كما ينفي الكير الخبث". والحج المبرور لا يكون حجاً مبروراً الا اذا بدأ الحاج بالتوبة من جميع المعاصي، ويخرج من مظالم العباد برد الحقوق لاهلها مع قضائه لديونه ورد الودائع والامانات لاهلها ويستحل كل من بينة ومعاملة غير صحيحة، ويوكل من يقضي عنه ديونه اذا لم يتمكن هو من قضائها، ويترك لأهله، ومن تلزمه نفقته من زوجة ووالد وولد شيئاً من المال الى حين رجوعه، وان تكون نفقته حلالا خالصة من الشبهة، فان خالف وحج بما فيه حرام ومعصية وسحت لا يكون حجاً مبروراً، وانما يكون حجاً كما وصف القائل: إذا حججت بمال أصوله سحت فما حججت ولكن حجت العير