مؤتمر الحج تجتمع فيه الكلمة على البر والتقوى، وعلى التواصي بالحق والتواصي بالصبر والسهر على مصلحة الأمة وهدف هذا المجتمع والتجمع العظيم ربط أسباب الحياة بأسباب السماء ففي الحج ذكريات غالية تغرس في النفس روح العبودية الكاملة، والخضوع الذي لا يتناهى لأوامر الله وشريعته. ولحج بيت الله آداب اذا روعيت وقام الحاج بها، عاد بإذن الله موفور الحسنات، مقبول الاعمال. منها: البدء بالتوبة النصوح عن جميع المعاصي والذنوب، والخروج من مظالم العباد برد الحقوق لأهلها مع قضائه لديونه، ورد الودائع والامانات لأهلها، ويستحل كل من له معه معاملة غير صحيحة ويكتب وصيته ويشهد عليها، ويوكل من يقضي عنه ديونه، اذا لم يتمكن هو من قضائها، ويترك لأهله ومن تلزمه نفقته من زوجة ووالد وولد شيئاً من المال الى حين رجوعه. ومن الآداب المستحبة: ان يجتهد الحاج في ارضاء والديه ومن يتوجب عليه بره وطاعته من استاذ ومعلم ورحم قريب ومنها أن تكون نفقته حلالاً خالصاً من الشبهة، فإن خالف وحج بما فيه حرام لا يكون حجاً مبروراً، ويبعد كل البعد ان يكون مقبولاً، وعلى الحاج ان يستكثر من الزاد، والنفقة من المال ليواسي من كان محتاجاً من القاطنين في تلك البقاع المباركة، ويأخذ بيد البائسين. ومن الآداب في الحج ايضاً : ان يتعلم الحاج كيفية الحج وأحكامه وما يحرم عليه وما يحل له، وما يجب وما يُسن، وهذا فرض قد فرضه الله على مريد الحج، اذ لا تصح العبادة ممن يجهلها.. وان يأخذ معه كتاباً واضحاً في مناسك الحج، جامعاً لأحكامه ومقاصده. وعلى الحاج ان يصون لسانه من الشتم والغيبة والالفاظ القبيحة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه). ومن ذلك : أن يطلب الحاج له رفيقاً صالحاً موافقاً راغباً في الخير، كارهاً للشر، ان نسي ذكره، وان ذكر أعانه، وان كان من أهل العلم والصلاح فليتمسك به، فإنه يعينه على مبار الحج، ومكارم الخلق، ويمنعه بعلمه وخلقه من سوء ما يطرأ على راحته في جميع الطرق، ويتحمل كل واحد منهما صاحبه.