ما بين الاستهلاك والاسراف شعرة بسيطة وهي قد تكون سببًا لأزمات عديدة ان لم نحِدْ عن هذه الشعرة وان لم نحاول ان نكون متحكمين في اقتصادنا وفي مؤنتنا عامة، ان الانسان اي فرد كان وفي اي وجهة يعيشها من حقه نسبة استهلاكية لمدى طويل من الحياة في المأكل والمشرب وفي جميع الاستخدامات اليومية الحياتية وتبعاتها، وقد يكون هذا الاستهلاك في حد مسموح، اي لا يتجاوز شعرة الاسراف وبالتالي يمكن للفرد ان يعيش وفق احتياجاته دون اي مضايقات ودون الشعور باي نقص في احتياجاته هو وغيره، فالحياة تمضي على هذه الوتيرة ما دامت لم تتجاوز الحد الذي يؤدي الى تشكل ازمة معينة تؤثر في حياتنا واقتصادنا ومعيشتنا وفي نفسياتنا ايضا، خاصة عندما تتولد الازمة في مدينة تقع على البحر كمدينة جدة التي على قدر اشتهارها بانها العروس وانها "جدة غير" حتى في الشح الذي تعاني منه، شح المياه او ازمة المياه في اكثر المناطق ازدحاماً وحتى في احدث الاحياء ذات الكثافة السكانية الكبيرة، يعاني الافراد من نقص المياه ومن قدر كبير من التوتر، عندما يظل انقطاع المياه لفترة طويلة تستمر اياما طويلة ، ورغم المجهودات التي تقوم بها مصلحة المياه الا ان احد اسباب هذه الازمة الحادة في مدينة جدة هم الافراد انفسهم الذين لا يحسنون استخدام المياه، بل يصلون لحد الاسراف والسفه عند الاستخدامات اليومية، ففتح صنابير المياه في حي واحد فقط لفترة اربع دقائق كفيل بجعل هذه الازمة تحصد نسبة 40% من شح المياه، ايضا عندما نقوم بغسل الايدي او حتى استخدام الفرشاة في تنظيف اسناننا، نطرب للماء المنساب بلا فائدة ونثور ونغضب عندما ينقطع الماء، ربما اشياء بسيطة الاستخدام في حياتنا اليومية، لكن وفق الاحصائيات والدراسات والنظريات المدعمة بالتجارب الواقعية، نحن من يسبب ازمة المياه بطريقة استهلاكنا الخطأ وعدم محافظتنا عليه في الترشيد والاقتصاد عند الاستخدام، يا سكان جدة حافظوا على العروس لانها غير، عندما لا نعاني من ازمة تسبب لنا الفوضى والانزعاج وتذكروا ان الماء الصالح للشرب ولاستمرار حياتنا يقف عند شعرة الاسراف التي وبايدينا فقط تجعل من جدة غير، جدة غير مع الازمات. [email protected]