عنوان لرواية الروائي المصري الكبير عبدالرحمن الشرقاوي رحمه الله الذي يأخذنا في روايته إلى كثير من القول. والحكي والقص البارع فيه.. لا علينا من الرواية الذي يعنينا هو اسمها "الشوارع الخلفية" وهي التي تعاني من الإهمال. والترك. وعدم الاهتمام وذلك يكاد يكون في كل مدننا الكبيرة حيث نهتم بالشوارع الرئيسية بالزفلتة والرصيف والتشجير والانارة ,بينما "الشوارع" الأخرى وهي ما سميت بالشوارع الخلفية والأحياء الشعبية فحدث ولا حرج من الإهمال فلا أزفلت ولا ترصيف. ولا تشجير وتكاد تكون الانارة فيها تذكّر بزمن "الفوانيس" التي كانت توضع في أركان الأزقّة. ناهيك عن الحفر والمياه الراكدة فيها فترى أبناء تلك الأحياء "يستنشقون" التراب المتصاعد من الأرض غير "المزفلتة", والغريب أن تلك الأحياء تابعة "للبلديات" الفرعية المنتشرة في أحياء "المدينة" ولأضرب مثلاً ببعض أحياء المدينةالمنورة سواء كان ذلك في منطقة العيون أو في منطقة باب العوالي أو في منطقة قباء وبالذات خلف مسجد قباء هناك حي شعبي غاية في الإهمال لا "شوارع" بل أزقة متعرجة بلا ازفلت ولا شيء يدل على أن هذا مسلك يسلكه العابرون.. إن الأحياء الشعبية تعاني أشد المعاناة من جراء التقصير الذي تواجهه من قبل البلديات الفرعية التي من ألزم لزومياتها هو الاهتمام بوضع هذه الاحياء وجعلها في صورة سليمة ومقبولة ولا اقول جميلة لأن الجمال قصة أخرى لا يطمع فيه أصحاب تلك الأحياء لكونه بعيد المنال والوصول إليه يحتاج إلى جد وجهد كبيرين وانه غير متوفر هذه الأيام مع الأسف الشديد.