دعاء: "اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء، وأعوذ بك من شر فتنة الغنى، وأعوذ بك من شر فتنة الفقر، وأعوذ بك من عذاب القبر". الدعاء هو سلاح المؤمن وسياجه المنيع غلا من قدر كتبه الله فلا راد له إلا أن الدعاء وذكر الله يخفف البلاء. والإنسان ما دام يعيش الحياة فهو عرضة للبلاء أي الاختبار والكيس الفطن من استطاع ان يعبر هذا الامتحان بالتغلب على فتن الحياة، والغنى فتنة كما أن الفقر فتنة، لأن الغنى إذا لم تعصمه تقوى الله فإنه يطغى على من سواه لأنه يتصور خطأ ان في وسعه أن يحصل على كل شيء بماله، يشتري الضمائر المريضة وصولاً إلى ما يريد، ينفق في غير وجه الحق، وكأنه يدفع ثمن ذنوبه ليشتريها فهو يمسك عن إغاثة محتاج أو تفريج كربة مكروب أو إطعام يتيم أو مسكين، وهنا يكون الغنى عقوبة على صاحبه، ولهذا وجب التعوذ من فتنة الغنى. كما ان الفقر له أيضاً فتنة، عندما يتخذه المحتاج تجارة كما هي حال بعض فقراء هذا الزمان، لا يكتفي بما قسم الله له من أهل الإحسان، فيفتن بما جمع من التسول، فيغريه ذلك إلى طلب المزيد، يلاحق المحسنين عند كل مسجد وفي كل شارع وعند كل مكان يرتاده الناس، يسأل بإلحاح، إنها فتنة النفس التي لا تقنع، وهكذا كانت الاستعاذة من شر فتنة الفقر على حد سواء من فتنة الغنى، فكلاهما يقودان الإنسان إلى مهاوي الردى والعياذ بالله.