قرأت خبراً مؤلماً في صحيفة الشرق الأوسط يوم الاثنين الموافق 5 ذي القعدة تحت عنوان ومن الخوف ما قتل "خديجة" فارقت الحياة خوفاً من عقاب المدرس. الطفلة تدرس في الصف الرابع الابتدائي عمرها 10 سنوات . واستنتاجاً من سياق الخبر الذي حدث في مدينة القاهرة.. أن معلم الحساب أحال جو الحجرة الدراسية إلى جو غير آمن جو مكهرب من الخوف مما أصاب الطفلة خديجة بالهلع والخوف لتفارق الحياة مجرد أن طالبها بالواجب. ومع الأسف أن بعض المعلمين على امتداد الوطن العربي يقيمون الدنيا ولا يقعدونها ساعة أن يجدوا تقصيرا من التلاميذ الصغار في أداء واجبهم المنزلي وكأن ذلك امتهان للعملية التعليمية برمتها. ولم يسأل المعلم نفسه عن الأسباب التي جعلت التلميذ أحيانا يتقاعس دون حل واجبه.. هل المعلم هو السبب الرئيس في عدم تبسيط المسائل وتقريبها إلى أذهان التلاميذ ؟ أم هو إخفاقه في أسلوب التحبيب والترغيب في المادة التي يدرسها.. هذه الحادثة التي تنز ألما وحزنا لجميع منسوبي التربية والتعليم على امتداد رقعة الوطن العربي نبشت ذاكرتي لاسترجاع ذكريات دراستي في الصف الأول الابتدائي إذ تلتمع صورة معلمي الفاضل حمدان وجه مضيء انطبع في تلافيف الذاكرة.. تلك الصورة التي اختزلتها ذاكرتي.. أما غيرها من المواقف التي حدثت في الصف الأول الابتدائي وعلى مدار عام دراسي كامل فقد تلاشت.. بل انمحت من الذاكرة تماما. أما لماذا ترسخت صورة معلمي حمدان؟ فلسبب مقنع تربويا أنه كان يمحضنا بأبوة رائعة يمنحنا فيض عاطفته وجميل حديثه وكريم خُلقه.. يأنس لثرثرتنا.. ويمسح دموعنا ويدعو لمريضنا ويتألم لحزننا.. ويحرص على تربيتنا وتعليمنا.. البشاشة لم تفارق وجهه.. والكلمة الطيبة ترطب لسانه.. لم نر في وجهه أي علامة من الغضب أو التذمر.. وحين انتقلنا إلى الصف الثاني.. دفعنا حبنا له للعودة إلى الصف الذي درسنا به.. ولم نجده بعدها بحثنا عنه في جنبات المدرسة وفتشنا عنه داخل فصولها .. بكيناه بحرقة وزاد من حزننا عليه حدة الطباع وجفاف الأسلوب الصادرين عن معلمنا الجديد.. والكلمات النافرة من لسانه.. ولسع العصوات التي يوجع بها أصابع أيدينا.. ولم نتمكن وقتها أن نبث شكوانا لأحد فالضرب عادة تأصلت في المدارس ذلك الوقت.. وانكفأنا نمضغ الحزن والألم اليومي.. ومرت الأيام والسنون.. ومازلت مرتبطاً بالمدرسة كمشرف تربوي.. ومن خلال زياراتي للمدارس لم تفارق صورة الوجه المضيء ذاكرتي.. ومضة كبريق جميل.. مازلت أبحث عن معلمي الفاضل حمدان وعن غيره من معلمين ومربين أفاضل خصوصاً في الصفوف الأولية.. إذ يعد المعلم المربي أحد أهم مرتكزات العملية التعليمية والتربوية.. بما يمتلكه من مهارات تدريسية فضلاً عن اكتسابه قدرا ت عالية من العلاقات الإنسانية يعكسها الأسلوب الحسن والأدب التربوي الجم في تعامله مع طلابه فضلا عن السماحة والبشاشة الملازمتين له مع احترام أحاسيس ومشاعر الطلاب وعدم احتقار قدراتهم أو التقليل من شأنهم.. والاستمرار في تشجيعهم وتحفيزهم وإطلاق الرسائل الإيجابية التي تعزز مواهبهم وتطلق إبداعاتهم. يتفق التربويون على أن المعلم الحاذق يستطيع أن يحقق منجزاً تعليميا وتربويا تعجز عن تحقيقه المباني المدرسية.. والمقررات الدارسية والتقنيات الحديثة والسبورات الذكية والفصول الالكترونية. المعلم هو صانع الأجيال. وباني العقول. المعلم الذي نبحث عنه في جنبات المدارس ونفتش عنه داخل الحجرات الدراسية.. هو الأستاذ المربي "حمدان" الوجه المضيء الذي لم أره منذ أن أعطانا درسنا الأول وساعدنا لأن نتهجى الحروف الأبجدية لنكتبها ونتحدث بها. لا أعلم أين أنت يامعلمي الفاضل "حمدان" وليس لي إلا أن أدعوالله لك وأن يبارك في ذريتك وجزاك الله خير الجزاء. 3% للرواية السعودية ثلاث روايات سعودية فقط جاءت في قائمة اتحاد الكتاب العرب لأفضل مائة رواية عربية وهي "عصفورية"القصيبي "الوسمية" للمشري و"مدن الملح" لعبد الرحمن منيف. وجاءت العصفورية حسب التسلسل رقم 35 أما الوسمية فقد أتت بعد التسعين ومدن الملح كانت الأخيرة واستحوذت مصر على نسبة 29%تلاها سوريا بنسبة 13% وتساوت لبنان وتونس بواقع 10%بعدهما المغرب 7%وتعادلت العراق والجزائر بنسبة 6% وبقية الدول العربية الأخرى تراوحت مابين 1-3% ورواية "موسم الهجرة إلى الشمال" للطيب صالح رواية وحيدة لدولة السودان. ونلحظ أن بعض الدول ظفرت بنسبة عالية كمصر ولبنان وتونس لاحتكاكها المبكر بالثقافات الأخرى. وهذه القائمة لم تخضع لمعايير دقيقة واستفتاء واسع وشامل على مستوى القراء في الوطن العربي لأن هناك روايات سعودية تستحق لأن تكون من بين القائمة كروايات "مدن تأكل العشب والموت يمر من هنا والطين" لعبده خال، و"بريق عينيك" لسميرة بنت الجزيرة و" شرق الوادي" لتركي الحمد، و"صالحة المشري" ،" أواني الورد" للدويحي،" سقف الكفاية" محمد علوان ،"جرف الخطايا"للشمري و"حزام"لأحمد أبو دهمان و"قارورة المحيميد". و"ستر" لرجاء عالم. كما لا ينبغي إغفال قائمة تصنيف الروايات والتي راعت جانبين هما تنوع الأجيال والبلدان العربية إذ تعد مؤشرا يمكن الاستدلال به. كما نستنتج أن عدد السكان ليس مقياسا لوجود روايات بارزة بدلالة حصول لبنان على مستوى متقدم فيما جاءت دول ذات عدد سكاني كبير في ذيل القائمة.