في يوم الثاني عشر من هذا الشهر الميلادي ينعقد في أمريكا بمقر الأممالمتحدة اجتماع يدرس نداء الحوار الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين لخلق التفاهم بين الأديان والثقافات في العالم من أجل إقامة علاقات دولية جديدة. هذا الإجتماع الاستثنائي يراه الدكتور عبد الكريم الإرياني رئيس وزراء اليمن الأسبق والمستشار السياسي الحالي لرئيس الجمهورية، فرصة نادرة لا تعوض لتعريف العالم بالإسلام الحقيقي خاصة وأن خادم الحرمين الشريفين هو الذي سيفتتح هذا الاجتماع. كان الدكتور الإرياني وهو رجل حوار متميز بين كل القوى المختلفة وبين كل من يرغب في الحوار والمفاوضة واللقاء على قواسم مشتركة، قد حضر الاجتماع الرابع لمنتدى مجموعة الرؤية الاستراتيجية روسيا والعالم الاسلامي الذي انعقد في مدينة جدة، واعتبر اللقاء تمهيداً لاجتماع نيويورك القادم. والمنتدى هو إحدى ثمار منظمة المؤتمر الاسلامي التي يقع مقرها في المملكة العربية السعودية، أكد فيه المشاركون على أهمية دور الأديان والثقافات في ترسيخ القيم الإنسانية والأخلاق الفاضلة وضرورة استعادتها لهذه الرسالة التي غيبتها المتغيرات الدولية. ومبادرة الملك ونداءات الندوات والملتقيات الناتجة عن المبادرة هي موقف انساني للمسلمين يعلنون فيه رفضهم لفكرة الصدام الحضاري التي طرحتها مؤخراً بعض النظريات السابقة واللاحقة لأحداث سبتمبر التفجيرية في نيويرك. ويعتبر قرار الأممالمتحدة بعقد جلسة خاصة يومي 12 و 13 نوفمبر الحالي لعرض مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين اتباع الأديان والاستفادة من توصيات مدريد في ترسيخ الحوار على المستوى الدولي، عمل هام لتعزيز القيم الإنسانية السامية ونشر ثقافة التسامح والتفاهم عبر الحوار كإطار للعلاقات الدولية ونبذ فكرة التصادم والعنف في هذه العلاقات. انفتاح القلب: يأتي هذا الحوار في فترة فوز باراك أوباما الذي يفتح صفحة جديدة بعد أن حسم الأمريكيون صراعهم ومشاكل نبذهم للآخر التي طال مداها وغمطت نسبة كبيرة من سكانها من حقوقهم رغم دعوات حقوق الإنسان ورغم شعارات المساواة في أرض الحلم الأمريكي للمهاجرين والقادمين الى الأرض الموعودة. وأوباما ذو اللون الداكن قليلاً، خريج أعلى نظم التعليم القانوني الأمريكي، هو سلالة مهاجر أفريقي جاء الى أمريكا بمحض إرادته بحثاً عن حلمه الخاص. وهو أمر يختلف عن أغلبية السود الأمريكيين الذين حضروا الى أمريكا مكبلين بالسلاسل ضمن سفن العبيد ثم كان عليهم أن يمروا بقرون من الاستعباد حتى يتحرروا من الرق ثم تفوز حركة الحقوق المدنية في منحهم حقوق المساواة في المواطنة، ويفوز الأمريكيون الآن بانتخابهم لأوباما على كوامن الضعف في أنفسهم ليحققوا انتصار الحوار والقبول بالآخر. أن يأتي لقاء نيويورك في ظل الفوز الساحق لأول أسود يرأس أمريكا، يعني أن الحوار بين الثقافات والأديان والحضارات هو دعوة اسلامية تأتي في وقتها في بلد لم يمنع اسم الأب المسلم أن يأتي ابنه المسيحي الملون الى سدة الرئاسة. [email protected]