تتجه الأنظار إلى القمة الاقتصادية العالمية التي ستعقد خلال الأيام القليلة القادمة في بلد انطلقت منه الأزمة . . وبحضور رئيس يوشك على الرحيل من إدارة البيت الأبيض تاركاً خلفه الكثير من القضايا العالقة في الداخل والخارج . . ووسط ترقب وصول أحد المرشحين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلى مقعد الرئاسة لأكبر دولة تمتلك مفاتيح اقتصاديات العالم وتقرر مصيره . كما أن القمة تأتي في الوقت الذي يرفع كل من قطبي المنافسة شعاراً مختلفاً من خلال خطابه الاقتصادي والعسكري . وله رؤيته الخاصة في حل الأزمات الراهنة ومن ضمنها مايتعلق بانهيارات السوق المالية . والتي كانت وماتزال محوراً يشغل حيزاً هاماً في صناديق الانتخابات لإعلان الرئيس الرابع والاربعين للولايات المتحدةالامريكية . ومن ثم فإن قادة قمة واشنطن مطالبون بمعالجة الارتباط بالانعكاسات السلبية التي تلقي بظلالها على اقتصاديات العالم من واقع تبعيات لا مبرر لها تحدث بين الحين والآخر في أمريكا . . وهو مايدعو إلى تحرير الدول من قبضة الشركات والمؤسسات الأمريكية ووضع حد لمضاربات واختراقات للنظم المالية . إضافة الى مغامرات عسكرية تثقل كاهل الاقتصاد الأمريكي . . وبالتالي يدفع العالم ثمن هذه الإخفاقات حين تتأثر أموال المودعين والمستثمرين من خارج أمريكا . . ومن ثم يكون الدولار هو سيد الموقف في زمن تتعاظم فيه القيمة الغذائية لشعوب العالم . صحيح ان منظومة الاقتصاد الدولي تشكل مصيراً مترابط الأطراف . ولانشك أن الدول الصناعية الكبرى تحتل المركز المؤثر في هذه المنظومة . غير أن مايعنينا في الوطن العربي تحديداً هو البحث عن الحلول التي تفرضها الدروس المستفادة من الأزمات الاقتصادية . وتفعيل حلم سوق عربية مشتركة أساسها الثقة المتبادلة . وأمن الاستثمارات العربية العربية، وعند ذلك يمكن لهذه الدول أن تنهض من خلال قدراتها المادية والبشرية والدخول في صناعات غذائية وتنموية مختلفة تجنبها الانعكاسات السلبية الخارجية . وهنا لا أريد تكرار الكلام عن تجربة اليابان المعروفة التفاصيل منذ زمن بعيد . . ولكنني أشير إلى تجربة عدد من دول أمريكا الجنوبية مثل البرازيل التي خرجت من قبضة الاقتصاد الأمريكي لتدخل في صناعات مشتركة مع عدد من الدول المجاورة وبقية الدول الأوروبية لتصبح في النهاية مصدراً لكثير من الصناعات الأمريكية الشمالية ودول العالم . بما في ذلك الصناعات الحربية والفضائية . معلنة بذلك إسدال الستار على الديون المتراكمة لواشنطن . وهي الديون التي وصفها البرازيليون بأنها كانت عقبة في طريق التنمية لبلد يبلغ عدد سكانه أكثر من 180 مليون نسمة حرصت الإدارة الامريكية على إغراقه في الديون لسنوات طويلة حتى لا تظهر له قوة صناعية . . فهل تنهض الدول العربية من الإحساس بالإحباط إلى مواجهة المرحلة والانتقال من التأثر إلى التأثير؟ . nsr2015@ hotmail. com