قبل عقدين تقريباً زرت " سيدني " الاسترالية في رحلة صحفية علمية عندما كنت ادرس للدكتوراه بأمريكا، وكانت رحلة شاقة، الا انها لن تنسى باعتبار الرحلات العلمية والصحفية لها طابع يختلف من حيث البرنامج والاعداد لها . في الايام القليلة الماضية عدت الى " سيدني " برفقة العائلة، زوجتي الدكتورة علياء، وابنتي الدكتورة يسرا، وابني المهندس ياسر، كانت رحلة جميلة، لانني وزوجتي مشاركان في مؤتمر الخيال العلمي والتكنولوجيا الذي اقيم في مدينة قولدكوست . في الجزء الشرقي من استراليا، وهي على بعد حوالى الساعة من سيدني بالطائرة، والأجمل من هذا ان قناعة الابناء بحضور مؤتمر ومهمة علمية كانت الاصوب لانهما ارادا المعرفة والتعلم، واكتساب الخبرة "Gold Coast" الرحلة من جدة الى قضاء يوم تقريباً في جاكرتا الاندونيسية، حتى الوصول الى بروسبين ثم سورفيروس برادير قولدكوست G . C e s" surfers paradi زادت عن ثماني عشرة ساعة طيران ولو انها غير متصلة الا انها فيها تعب ومتعة، الابن العزيز " ياسر " ، اراد من اجازته من ارامكو السعودية بأن يكسب الاتصال العائلي، ثم المعرفة بقارة او بلد جديد، والابنة الدكتورة يسرا، كانت تخطط من اجل التعرف على تخصصها في الطب للتحضير للدراسات العليا وفقها الله . سيدني، أو قولدكوست، أو كانبيرا العاصمة، او ميلبورن، او غير ذلك من المدن والارياف الاسترالية غير ذلك الزمان، الذي مضى، فاستراليا تسابق الزمن للتقدم الفعلي، فأنت تشاهد مظاهر حضارة وثقافة، امريكية، واوروبية، فترقيم الشوارع، والطرق السريعة، والاشارات، واللافتات الاعلانية والارشادية، والنظافة والنظام يشعرك بتواجدك في مدن وقرى الولاياتالمتحدةالامريكية، ذكريات قضيناها في استراليا جعلت ام ياسر تدرك ذلك، وتتذكر ايام الدراسة في امريكا، اما الجانب الآخر من السير - المرور باليسار - يجعلك تدرك بأنك في بريطانيا او بعض اجزاء من اوروبا، فاستراليا جمعت الناحيتين، وجعلت من سيدني وبقية مدنها محطات راقية للسياحة، والعلم، والثقافة، ومختلف الانشطة . صادف بعد خروجنا من مطار سيدني sydney" ان تعرفنا على سائق لبناني عاش اكثر من خمسة وثلاثين عاما في استراليا، انه مشتاق الى بلده، ولكنه كان يتألم مما يجري، قبل اتفاق الدوحة، والوجوه الاجنبية، فاستراليا موجودة وبكثرة فيها المكاتب، والجامعات، والمتاحف، ودور السينما والمسرح، والفنادق، والبقالات والمقاهي، والمتنزهات والمطاعم ، ففي استراليا باستطاعتك ان تدرس وتعمل في آن واحد، ولكن بترخيص من الحكومة، التقينا بطلاب من مختلف انحاء العالم، يعملون بنظام الساعات ويدرسون في اوقات اخرى، انهم يكافحون من اجل المعيشة، وقد سبق وان اقترحت على مسؤولين في جامعاتنا ومنها جامعة ام القرى بأن تنظم عمليتي الاستفادة المتبادلة من الطلاب بتوظيفهم للعمل بالجامعات بنظام الساعة، او طرح الاستفادة لمن يرغب بالعمل التطوعي ذكورا واناثا، مثل هذه لمشاريع لم يتم التعامل معها كثيرا وتحتاج الى اهتمام وتوثيق صلة بين ابناء الجتمع لتبادل المنافع . zak_ LAL@ yahoo . com