اهتم الإسلام بالتعليم منذ بدأ نزول الوحي على النبي الأمي " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ " " 1 خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ " " 2 اقْرَأْ وَر َبُّكَ الأَكْر َمُ " " 3 الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ " " 4 عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ " وزود الخالق المخلوق بالعقل والحواس للتدبر والتأمل في آيات الكون والتعرف عليها ، فهو مهمة الإنسان في الأرض بعد العبادة ، وحث على طلبه " هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَي َاتِهِ وَي ُزَكِّيهِمْ وَي ُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالحِْكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ " وري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمه " وفي هذا دليل على مكانته السامية في ديننا الحنيف ، ولفضل العلم أمر المولى نبيه بالإستزاده منه " وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا " وقد أوضحت السنة كذلك فضل طلبه قال عليه الصلاة والسلام : " من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله تعالى به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم ، وإنه يستغفر للعالم من في السماوات والأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب إن العلماء ورثة الأنبياء ، وإن الأنبياء لم يورثوا دينار ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن اخذ به اخذ بحظ وافر " ومع اكتمال القرآن الكريم نزولاً علي سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم أصبح لدينا منهج تعليمي متكامل يحوي جميع العلوم ، ومن بين دفتي الكتاب الحكيم وسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام وصل أصحاب القرون الأولى إلى أعلى المراتب العلمية ، وأصبحوا أصحاب سيادة في تلك العلوم ك " ابن الهيثم ، ابن سينا ، الرازي . . . " وعندما بعد المسلمين عن تلك السياسة فقدوا كل شيء ، وتلقى الغرب تلك الأسس القوية ، وأكملوا البناء ، ورويداً رويداً اندثرت أسماء علماء أجلاء ، وظهر بدلاً منها أسماء لا إسلامية ، ونحن اليوم في هذا العصر الذي أصبح فيه التقدم العلمي المقياس الذي يقاس به تقدم الأمم ينبغي علينا أن ننظر لحالنا ، ونعيد ترتيب أوراقنا ، والصحوة من سُباتنا الذي فقدنا به هويتنا ، ونعيد مجد أسلافنا ، والسعي للتربع على قمة هرم العلم ، قال الحسن البصري رحمة الله - لولا العلماء لصار الناس مثل البهائم ، تعلموا العلم فإن تعلمه خشية ، وطلبه عبادة ، ومدارسته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه من لا يعلمه صدقة ، وبذله لأهله قربة ، وهو الأنيس في الوحدة ، والصاحب في الخلوة ، والدليل على الدين والصبر على الضراء والسراء والقريب عند الغرباء ، ومنار سبيل الجنة - قيل لأبي عمر بن العلاء : هل يحسن بالشيخ أن يتعلم ؟ قال : إن كان يحسن به أن يعيش فإنه يحسن به أن يتعلم ، فالعلم ليس له عمر محدد ، ولا ينتهي بالحصول على الشهادة الورقية ، والألقاب العلمية " دكتور - مهندس - صيدلي - فني . . . " ومن ثم الجلوس خلف مكاتب فارهه وإلقاء المحاضرات وإقامة الندوات ، بل هو بداية العطاء ، روي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال : " . . . فطوبى لعبد جعله الله مفتاحاً للخير ، مغلاقاً للشر . . . " فأين نحن من هذه المعاني العظيمة ؟ شعر : تعلم فليس المرء يولد عالماً وليس اخو علم كمن هو جاهل ومن أصدق من الله قيلاً " قُلْ هَلْ ي َسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنمََّا ي َتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ " ناسوخ : 0500500313