فئة الشباب على الأقل في هذا المجتمع هل يستفيدون من وقت العطل والاجازات الصيفية من وقت فراغهم وفي موسم الاجازات هذه الأيام يحق لنا أن نتذكر ونقول: لقد ذهب ذلك الزمان الجميل يوم أن كنا في بداية حياتنا العملية، ما نكاد نغادر باب الدائرة حتى نبدأ بترتيب الأمور لرحلة داخلية أو خارجية تجلب لنا المتعة وتعوضنا عن أيام الملل والروتين! ثم جاءت المرحلة الثانية التي أصبحنا فيها نستغل الاجازة بطريقة أكثر فائدة وجدوى من الرحلات والركض والانطلاق، أصبحنا نحاول القراءة وتثقيف أنفسنا وممارسة بعض الهوايات الحضارية التي أفرزها عصر الترانزستور والكمبيوتر والفيديو وجنون السباق مع الزمن. وبعد ذلك جاءت المرحلة الثالثة، وهي المرحلة المتخمة بالمسؤولية وتحقيق الذات فإذا بنا نتعب أمام تزايد الواجبات تجاه الأسرة والأولاد والمجتمع والمعارف، علاوة على واجبات العمل الوظيفي ويشتد العبء حين يكون لدى أي منا نوع من الاهتمامات أو التطلعات الإبداعية في أي مجال من المجالات الفكرية، أو الإنسانية التي تحتاج إلى الوقت وإلى الجو المريح والهدوء! لكن السؤال هل يفعل شبابنا اليوم أي شيء من ذلك؟! لا أعتقد مطلقاً أن هناك من يفكر بهذا الاسلوب في هذا العصر، وانما الأمر سفر وراء سفر و "صرمحة" لا طائل من ورائها، بل الأمر أصبح تفاخراً ومناظرات في اللبس والسكن.أين ذهبتم إلى كان وباريس ثم لندن، وعلى الأقل الخليج. وإذا ذهبت الى لندن فسوف تشاهد العجب العجاب عائلات من هذه البلاد بملابس غريبة وجوالات على الكفوف وتصرفات غريبة عنا.. ماذا حصل لنا هل هي خضة قوية فقدنا على أثرها توازننا؟!. آمل أن أكون واهماً ومبالغاً: هكذا يقول صديقي. المهم أن معظم تكاليف هذه الرحلات الصيفية ديون تجر ديونا على ظهر رب العائلة العابثة. لا بد أن نعدل من هذا الوضع، وأن نخاف الله في أنفسنا وبلادنا. وعلينا أن نتكاتف لترشيد هذا النزيف الأخلاقي والمالي.أقول ترشيد إذا كان لا بد من هذه المهازل "السنوية" التي تحصل في كل عام على مشهد من العالم، وفي الأثر " إذا بُليتم فاستتروا"