في القرآن الكريم آيات عديدة تؤكد ان العلم يزيد ايمان المؤمن، ويهدي اليه غير المؤمن. ومن تلك الآيات قول الله عز وجل "انما يخشى الله من عباده العلماء" وقوله عز وجل "سأريهم آياتنا في الآفاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق اولم يكف بربك انه على كل شيء شهيد". غير ان الواقع عند بعض الناس هو العكس، منهم المسلمون، ومنهم دون ذلك! فتجد هؤلاء يجادلون، ويغمزون من طرف خفي حيناً، وغير خفي حينا آخر، فلا يرون لصلاة الكسوف والخسوف داعيا، لأنهما حالتان طبيعيتان كانتا مجهولتين، واكتشف العلم سرهما، وسيحدثان صلينا ام لم نصل! ومثل هذا الموقف تجده لديهم عند الحديث عن الزلازل والبراكين والاعاصير والعواطف والانزلاقات الارضية والفيضانات البحرية والنهرية! فلكل تلك الظواهر تفسيراتها الطبيعية العلمية، سواء أكانت تحت الارض ام فوق الارض! فما علاقتها بالدين، وما اثر الصلاة والدعاء والتوبة والاستغفار؟! إن الخطأ في التفسير عند هؤلاء في ادراكهم الجزئي لجانب من الموضوع، وفصلهم ذلك الجزء عن الكل الذي يتم في اطار نظام الخلق الكوني بأبعاده جميعا، فهم يركزون على كيف تحدث الظاهرة؟ ويغفلون عن: لماذا تحدث؟! فالاول هو الجانب العلمي الذي يتوصل اليه الانسان يوما بعد يوم، اما الثاني فجوابه عند الخالق الذي خلق "وهو اللطيف الخبير" وبين التفسيرين تكامل يتحقق فيه المصلحة العليا للانسان، وبفصلهما يحدث الفصام. ومن هنا ندرك الحكمة في ترتيب هلاك الامم في القرآن على المعصيبة والكفر والظلم والفسوق، وترتيب السعادة والامان على الطاعة والصلاح والعدل. فالظواهر الطبيعية في حالتي الاستقرار والاضطراب من آيات الله الدالة على قدراته وعظمته، غير ان حالات الاضطراب كسر للمألوف فيها تنبيه للغافل، وردع للعاصي، وتثبيت للمؤمن، وهي في حالتيها تجري وفق سنة الله سبحانه، ولن تجد لسنة الله تبديلا!!