من جديد أهدانا مفكرنا الكبير معالي الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الخويطر قبسا رائعا من فكره العميق وتجاربه الحياتية الثرية ورؤاه التربوية والاجتماعية ، فقد أصدر كتابه الجديد الذي حمل عنوان النساء رياحين في طبعته الأولى بعد أن قدم أكثر من عشرة إصدارات بين تأريخ وتربية وفكر اجتماعي رائع للأجيال في مقدمته " أي بني " في أجزائه الخمسة، وحقا أصاب معاليه " متعه الله بالصحة والعافية " في موضوع الكتاب و توقيته كما عودنا دائما . فكم نرى حاجة مجتمعنا إلى تدعيم صلة الأرحام وحاجته إلى وضع النقاط فوق الحروف بدرجة أكثر وضوحا بالنسبة لوضع المرأة ودورها في المجتمع على ضوء الثوابت والمتغيرات والتطور الذي شهدناه في العقود الأخيرة، والأهم من ذلك كله نظرة الإسلام للمرأة كأم وزوجة وابنة باعتبارهن شقائق الرجال وهو يجب أن ننطلق منه في التعاطي التربوي ومعاملة النساء . ولطالما أخذت المرأة مساحات متفاوتة من الاهتمام والرؤى في كل شعوب الدنيا على مدى العصور ويظل الإسلام الحنيف هو الركيزة الأساسية لبناء هذه العلاقة القائمة على الكرامة وتقدير رسالة المرأة . وفي هذا أفاض معالي الدكتور عبد العزيز الخويطر في إصداره الجديد حيث تناول منه جوانب ، وما أشار إليه في هذا الإصدار الرائع وكتابه السابق " إطلالة على التراث " في الجزء السابع عشر منه ، وهنا يؤكد أننا إذ نستعيد ما جاء في التراث من هذه القناديل المضيئة للمرأة ودورها إنما هو تأكيد لإيماننا بدورها المقدر أمّاً كانت أو زوجة أو أختا قريبة أو شخصا متميزا في المجتمع . ولعلنا بهذا - والكلام لمعاليه - ندرأ عن أنفسنا اللوم أمامها غدا عندما تتسع مشاركتها الثقافية والأدبية فتتصدى لإبراز دورها المضيء في العصور المتعاقبة وتتهمنا بغمط حقها متوقعا إثراء إنتاجها الفكري حتى يملأ رفوف المكتبات . والكتاب يقدم لنا إبحارا رائعا في تاريخ دور المرأة وشواهد لدورها عبر التاريخ الإسلامي منذ العهد النبوي ، وما أجادت فيه من مواقف ، وكذلك ما خصصه من فصل بعنوان أمي وأبي ، وقد أكد على الوفاء الفطري للإنسان تجاه الأبوين والدروس المستفادة في هذه العلاقة التي يجب أن تستوعبها الأجيال الجديدة . كما أفرد كاتبنا ومفكرنا فصلا بعنوان " تحية للنساء " أشار فيه إلى عظمة الخالق عز وجل في خلقه للرجل وللمرأة ، وجعل سبحانه اكتمال المجتمع بهما وعمار الكون باقترانهما ويسر كل منهما لعمل قد لا يجيده . والجميل حقا ما أكد عليه حبيبنا الدكتور عبد العزيز من قصص نجاح سجلها التاريخ للمرأة المسلمة وما ستشهده اليوم في مجتمعنا من دور متميز بعد انتشار التعليم النسائي ووصولهن إلى أعلى مراتب العلم بعقل راجح وذهن صافٍ وحسن تصرف وسداد خطى . وهنا يقول :" وقد جاء الاعتراف بفضلهن على ألسنة خيرين في كل العصور الحضارية ، وليس من بيننا ممن سرت الحضارة الإسلامية في دمه إلا وهو يقر لأمه بالفضل الكبير ويكن لأخته الاحترام الكامن ويضمر لابنته الحب والعطف والحنان ولزوجه التقدير ، ويشمل هذا العمة والخالة والجدة والمربية والجارة ولا ينكر فضلهن إلا عاق جاهل ناقص العقل فاسد التربية أو معقد لا يعد من الأسوياء ، وفي هذا أبحر بنا معاليه إلى قصص ومواقف وعبر ودروس . أخيرا يخلص الدكتور عبد العزيز الخويطر في إصداره " النساء رياحين " الذي قدمه الأديب والإعلامي البارز الأستاذ حمد بن عبد الله القاضي ، أن كثيرا من الناس يرين خطأ أن التنمية تنحصر أو تكاد في الذين يعملون في المكاتب ولا يعطون أهمية تذكر للمزارع في حقله والتاجر في متجره والمرأة في بيتها فكل فرد في المجتمع مساهم ولو بجزء ضئيل في التنمية ، والمرأة العاملة في بيتها مساهمة مساهمة فعالة وكبرى سواء كانت الأم أو الزوجة أو الابنة ، ومعدلات التنمية كما يقول معاليه في نهاية الكتاب تتحقق بأي فرد في المجتمع مهيأ للعمل ذكرا كان أم أنثى ، وأي منهما لا يساعد معدلات التنمية إذا عمل في حقل ثانوي وله حقل أهم . تحية تقدير لمفكرنا الكبير على هذا الإصدار الموجز حول دور المرأة لعله يسهم في علاج أمراض اجتماعية عديدة بدأت تطفو وكما قال يظنها البعض صحة وهي ورم اجتماعي . . نسأل الله التوفيق والسداد . حكمة : أمنع الحصون المرأة الصالحة . للتواصل 026930973