الكُتَّاب أنواع . . وأشكال . . وألوان . . ولكل واحد طعم ومذاق . . هناك كاتب تكتفي أن تشاهد اسمه فتقلب الصفحة سريعاً . . وهناك كاتب بمجرد أن ترى صورته امامك لا تملك إلا أن تقذف بالصحيفة بعيداً هكذا بدون مقدمات . وهناك كاتب تسأل لماذا يكتب . .؟ ولمن يكتب؟ . . وآخر تتمنى أن تصفعه وأنت تقرأ ذلك " الكلام " السخيف والسخيم الذي يكتبه . . وثانٍ تقف عند أول سطر كتبه . . وهناك كاتب تقرأه حتى النصف ثم تنصرف عنه للملل الذي يصيبك بما يهذي به . . وهناك من تكتفي ببداية ما قرأت له لأن البقية معروفة وهي تحصيل حاصل . . لكن في وسط هذا الغثاء . . هناك كاتب يمسك بك منذ البداية ويجعلك تقرأ له بارتياح كبير لقدرته الفائقة على أن يشركك أنت كقارئ فيما كتب . . حتى يجعلك تقول " ياه " هذه العبارة هي بالضبط التي أفكر فيها . . هذا الموضوع هو الذي شاغل تفكيري . .لكن هناك كاتب أكثر امتاعاً لك كقارئ هو ذلك الذي يجعلك تقرأ عباراته أكثر من مرة . . تتملاها . . بل أحياناً تصفق له ولفكرته التي طرحها . . وتناوله بأسلوب رشيق بل أحياناً يصل بك الأمر أن ترفع صوتك لتخبر الآخرين لكي يعرفوا ما قرأت وهذه النوعية من الكُتَّاب هم قلة مع الأسف في طوفان هذه الكتابات التي تملأ عيوننا كل صباح بما يقذفونه من " هلس " الكلام ناسين ان هناك من ينتظر كل صباح ليمتع عينيه بجميل القول وصوابه لا أن يصاب بحالة من " الغيثان " وهو يتحسس جبينه المتفصد عرقاً في عز الشتاء خجلاً مما يقرأ . . ارحموا هذا " القارئ " يا من امتهنتم " رص الكلام في الفاضي والمليان " . . ليرحمكم من في السماء .