الدعاء هو الرغبة إلى الله عز وجل، واستدعاء العبد ربه عز وجل العناية، واستمداده منه المعونة، وحقيقته إظهار الافتقار إلى الله تعالى، والتبرؤ من الحول والقوة، وهو سمة العبودية، واستشعار الذلة البشرية، وفيه معنى الثناء على الله عز وجل، وإضافة الجود والكرم إليه. ." وعجيب وجميل أن يذكر الدعاء وسط الكلام عن الصيام وأحكامه، قال تعالى: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون" "البقرة: 186 وهذا التفات عن خطاب المؤمنين كافة بأحكام الصيام إلى خطاب الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يذكرهم ويعلمهم ما يراعونه في هذه العبادة وغيرها من الطاعة والإخلاص، والتوجه إليه وحده بالدعاء الذي يعدهم للهدى والرشاد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم يسأل الله يغضب عليه"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل العبادة الدعاء".وعن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدعاء هو العبادة "قال ربكم ادعوني استجب لكم""، وقال صلى الله عليه وسلم: "إن أبخل الناس من بخل بالسلام، وأعجز الناس من عجز عن الدعاء"، وعن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر".وعند أحمد والبزار وأبي يعلى بأسانيد جيدة، عن أبي سعيد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث إما أن تعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها". قالوا: إذا نكثر. قال: "الله أكثر".وقال صلى الله عليه وسلم: "ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بمأثم أو قطيعة رحم"، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله يقول: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني". استغلال الأحلام والأمنيات...