يقول الإمام الفقيه مالك بن انس" لا يصلح المرء حتى يترك ما لا يعنيه ويشتغل بما يعنيه". وفي الحديث الشريف: "من احبه الله حبب فيه خلقه".. وخلق الله لا يحبون الا رفيع الخلق الذي لا يشتغل بأمور الناس عن امر نفسه، ولايتابع عوراتهم ولا يتناولهم بسوء الذكر، بل يستر العيب ويغض البصر وينأى بنفسه عن مواطن الزلل. تلك هي مواصفات من صلح حاله. وكثيرة على الحصر الشخصيات المحبوبة في تاريخ الاسلام والتي احبها الناس، ومن هؤلاء سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه الخليفة الثالث والذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم "ان عثمان تستحي منه الملائكة" وذلك لورعه وغضه لبصره ولمكارم خلقه كان محبوبا من الناس في الجاهلية ومحبوبا في الاسلام، ويكفيه شرفاً وحباً قول الرسول عليه السلام "لكل نبي رفيق ورفيقي في الجنة عثمان". واليوم في دنيا الناس، قلة من يترك ما لا يعنيه الى ما يعنيه فاختلطت الامور على الناس وانقلبت المعايير، ساد من لا اخلاق عنده، وبرز في مجتمعه وانزوى اهل الاخلاق وتواروا لان بضاعة الاخلاق اصبحت غير رائجة الا لدى من يبحث عنها وهم قلة، ومع كل هذا يظل الخير في هذه الامة، رغم اعطاء البعض ظهورهم للحياء والخلق القويم، وهو ما حدث به الرسول صلى الله عليه وسلم "الخير في وفي امتي حتى قيام الساعة".