اعتدت أن أختلى بنفسي هنيهة، فوق تلك الربوة وقدماي تلامس وتداعب مياه البحر ..أتأمل زرقة البحر الصافية كصفاء السماء ..سويعات أقضيها أراقب البحر، هادئا ومزمجرا وهادرا، الموجة تعلو الأخرى، ويمتزج بياض الموج بزرقة الماء ويرتفع الزبد ويذهب جفاء ..ويبقى الماء يعلو ويعلو صافيا ويعود لهدوئه ووقاره . تتفتت الصخور رغم شدتها، فللقوة حدود ..تتساقط الذرات الواحدة تلو الأخرى وتغوص وتستقر الى الأبد ..كالنفس البشرية هذه الصخور قوية صلدة لاتستكين ولكنها في حدود إمكاناتها وطاقاتها ..فتوة وشباب ورجولة وكهولة وشيب وتجاعيد وتقوس ظهر ..ترتخي عضلات الجسد المنهك ولا تستطيع القدمان حمله إلا من سلمه الله تعالى . جبار هذا المخلوق ..ضعيف بائس فقير ..ينفق رزقه الذي رزقه به خالقه في نيل لذاته ..يزهو مختالا فخورا، ما إن يقلب له الزمن ظهر المجن حتي يتقوقع في زاوية ينتحب ويلقي اللوم على غيره ..حقا إنه ذلك العالم العجيب الغريب الذي يسمى بالإنسان ! ص .ب52986 جدة 21573