في كل يوم تفرز لنا الماكنة الإعلامية الهائلة وجوهاً تلفزيونية و أصواتاً إذاعية عبر الفضاءات الواسعة والإذاعات الرقمية فأصبحوا أكثر من الهم على القلب كما يقول المثل الشائع " وحدهم هم المبدعون الذين ينقشون أسماءهم في ذاكرة الزمن " وهم قلة في وقتنا الحاضر بل يكادون يتوهون وسط زحام الكم الهائل من الوجوه والأصوات ومن أحدث من أفرزت هذه الوسائل الإعلامية المذيع التلفزيوني أبو عيدة صاحب اللزمة الإعلامية " صوتك وصل " وهو مذيع في إحدى القنوات الخليجية لدولة شقيقة مجاورة والذي استطاع في خلال أشهر قليلة أن يغزو قلوب كل من يشاهده صغيرهم وكبيرهم في كل أنحاء الخليج هذا المذيع " الظاهرة " الذي لم يسبق له العمل في المجال الإعلامي من قبل ولا يحمل أي مؤهلات إعلامية تخصصية في المجال التلفزيوني أو الإذاعي ومع هذا وضع لنفسه مكاناً بين المشاهير وكل ما يملكه عفويته وصدقه ولباقته بالإضافة إلى ثقافته الواسعة و إحساسه بهموم ومشاكل الناس إلى درجة البكاء وذرف الدموع فهو يضعف أمام المواقف الإنسانية المؤثرة . باختصار أبو عيدة رجل وضع الله في وجهه القبول فأحب كل الناس فبادله الناس حباً بحب فهو عبارة عن جمعية خيرية مفتوحة وهذا يذكرنا بجيل العمالقة من الإعلاميين الكبار أمثال الدكتور بدر كريم و الدكتور حسين نجار و الدكتور محمد صبيحي و الأستاذ عبد الرحمن يغمور و الأستاذ أمين قطان و الأستاذ محمد الشعلان و الأستاذ علي الخضيري هؤلاء الإعلاميون الذين قل أن يجود الزمان بمثلهم في الحقل الإعلامي وخصوصا الدكتور العصامي بدر كريم الذي غزا بصوته قلوب كل مستمعي إذاعتنا العريقة ، وهناك براعم إعلامية تشق طريقها بهدوء بعيداً عن الأضواء فهي تزهد في الأضواء مثل الإذاعية الأستاذة ليلى محمد في إذاعة جدة ومن آخر ما قدمت برنامج مملكة الإنسانية هذا البرنامج الذي يلامس هموم ومشاكل ذوي القدرات الخاصة وهذا يدعونا إلى التساؤل أين مخرجات كليات وأقسام الإعلام في جامعاتنا المحلية فلا يوجد من مخرجاتها مذيع إعلامي يشار إليه بالبنان هل هو قصور في المناهج الموضوعة أم خلل في نواحي التدريب الميداني أم ترهل في الطاقم الأكاديمي الذي يقوم بالإشراف على هذه الأقسام أسئلة صعبة والإجابة عليها أكتر صعوبة .