مع قدوم شهر رمضان المبارك لهذا العام شهر الخيرات والذي يزداد فيه التسوق لشراء السلع الاستهلاكية الغذائية بجميع أنواعها ومن المؤسف أننا كمجتمع سعودي تزداد شراهتنا في هذا الشهر المبارك نحو الشراء وتنفتح شهيتنا نحو الأكل أكثر من أي شهر من شهور السنة ومن المحزن أن هذا الشهر يأتي وموجة غلاء من الاسعار تضرب الاسواق المحلية من سلع غذائية واستهلاكية حيث من المتوقع إجمالي الانفاق على السلع خلال شهر رمضان ما يقارب الخمسين مليار من الريالات وهو مبلغ ضخم يستفيد منه التجار وتزيد أرباحهم لتصل مضاعفة وخاصة التجار الجشعين على حساب المواطنين الغلابة . ومن يتجول في الأسواق المحلية لشراء متطلبات شهر رمضان الكريم يشاهد أن جميع السلع قد ارتفعت اسعارها دون استثناء ولاسيما وأن الموسم الرمضاني من أهم المواسم الاستهلاكية للتجار في تحقيق أرباح خيالية الأمر الذي يجعل الشركات الغذائية تتسابق للاستعداد المبكر للدخول بقوة للسوق من خلال تقديم المزيد من المغريات ولجوء البعض لرفع أسعار بعض من السلع دون إعطاء اي مبررات مما يتطلب من الشركات نشر مبررات رفعها لهذا السلع وعدم تركهم يسرحون ويمرحون دون حساب أو عقاب فارتفاع الاسعار دون مبرر يكون سببا في انخفاض الدخل وبالتالي انخفاض المستوى المعيشي للمواطنين والقوة الشرائية وزيادة مستوى الفقر خاصة أن الزيادة لبعض السلع تصل الى مائة في المائة خاصة للسلع الرخيصة التي لا يشعر بها المستهلك وتحقق ارباح خيالية للتاجر وثروات هائلة مما يستلزم تفعيل جميع الاجراءات التي تم ذكرها بتكاتف بين وزارة التجارة وجمعيات حماية المستهلك والجمعيات التعاونية لحفظ السلع من الارتفاعات المستمرة والمجنونة وعلى المواطن مسؤولية عظيمة في عدم الاسراف في الشراء واللجوء الى الشراء المقنن وفي حدود ما يحتاجه حتى يبارك الله فيه وان لاينساق وراء المغريات التي تضعها الاسواق والجوائز المزيفة . وعلى العلماء مسؤولية عظيمة في محاربة الاسراف وبطر النعم وذلك بالنصح والارشاد والكلمة الطيبة بضرورة المحافظة على الوسطية في الشراء والغذاء والتوجه لله بالشكر الجزيل على نعمه التي لا تعد ولا تحصى في جميع الاحوال وتوضيح مخاطر الربح الفاحش للتجار واستغلالهم لهذا الغلاء برفع الاسعار وان ذلك يمحق البركة في التجارة ويكون سببا لضياع والثروات .وقد سررت للكلمة التوجيهية لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والافتاء والتي نشرت مؤخرا بالصحف المحلية والتي طالب فيها بمحاسبة التجار الذين ركبوا موجة الغلاء بغير حق مشيرا بأن استغلال المستهلكين في رفع اسعار السلع البضائع المكدسة في المستودعات والتي لم يشملها زيادة الاسعار لايجوز وشدد على ضرورة الاخذ على أيديهم وتسعير البضائع من الجهات المسؤولة موضحا سماحته بأن هنالك جشعا من بعض التجار سمعوا موجة الغلاء في سلعة فركبها وغالى في السعر وعلى وزارة التجارة ان تقوم بدورها وان تحاسب اولئك وان تبحث عن مصادر دخول البضائع وهي كلمة جميلة نتمنى أن يلتزم وينتفع بها الجميع ان شاء الله وندعو الله أن يرفع عنا الغلاء والبلاء والوباء والرباء والزلازل والمحن والفتن ما ظهر منها ومابطن إنه سميع مجيب .