كثير مايفخر الإنسان حينما يتحدث عن بلده فكيف إذا ماكان بلده المدينةالمنورة وأخذ يتحدث عنها وعن أهلها فذلك لاشك أنه عنوان العزة والمفخرة ومن لزوم ما يلزم أن يُعرّف المرء بأهلها وماهم عليه من أخلاقيات ومحامد في سلوكياتهم تكاد تصل إلى مستوى المثالية وذلك لم يأت من فراغ بل لما قاله الله جل وعلا عنهم في كتابه العزيز اذ يقول " يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " هذا وما وصفه الله بهم وأما ما توارثوه عن أبائهم وأجدادهم وهم من حفدة المهاجرين والأنصار فإنه لا يخرج عن دائرة الفضيلة في أخلاقهم وعاداتهم وتقاليدهم وأكبر دليل على ذلك ما قدمه بعض الأنصار للمهاجرين حتى وصل بهم الحال إلى أن قاسموهم زوجاتهم وهذا لا شك منتهى الأثرة . أفلا يكون لخلف هذه الأمة بقية من بقايا تلك المحامد؟ إلا وهي ما أصبح عليه أهل المدينةالمنورة الآن وغدا وحتى يرث الله الأرض ومن عليها وذلك سبب من اسباب تلك المكتسبات الإلهية التي وصفهم الله بها وأخرى وراثية جبلوا عليها وهذا ماجعل كثير من الأمة الاسلامية يميلون إليهم ويستقبلونهم بكل حفاوة وتقدير . وعلينا كأمة ورثت هذا الكنز العظيم أن نغرسه في أبنائنا جيلا بعد جيل وذلك لعمري هو الداعي الرئيسي من وراء كسبنا لهذه السمعة العظيمة وتبوؤنا تلك المكانة المرموقة التي نفخر ونعتز بها مدى الأجيال على سائر أبناء هذه الأمة الإسلامية ولا أشك مطلقا أن دوام هذه النعمة لا يتم الا بشكر الله عليها وكما قيل " الا بشكر الله تدوم النعم " وهذه نعمة أنعم الله بها على أهل المدينةالمنورة جزاءا وفاقا لما قدموه لرسول الله صلى الله عليه وسلم من مناصرة وحب ولاخوانهم من المهاجرين الذين اصبحوا جزءا لا يتجزأ منهم . وأعود فأقول أن من أوجب الواجبات أن نحافظ على هذه المنة التي امتن الله بها علينا وأن نسمو بأخلاقنا وسلوكياتنا إلى ما يليق بهذا الحوار الكريم الا وهو جوار سيد الرسل وخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وإلى لقاء آخر ان شاء الله .. ج : 0504359424