تكريم شهداء الواجب وأسرهم هو أسمى معاني الوفاء من وطن الوفاء ، وهكذا أنت يا وطني مضرب الأمثال بتقديرك لتضحيات أبنائك الذين بذلوا أرواحهم في ساحة الشرف والواجب الوطني وميدان البطولة ، وقد رأينا هذا الوفاء متجسدا في الرعاية الكريمة من ولاة الأمر - حفظهم الله - تجاه أسر الشهداء وفاء لتضحياتهم وبطولاتهم في معركة الحق ضد زمرة الإرهاب الآثم وإفساد المفسدين وعصابات المخدرات ، وفي ميادين التضحية التي يقوم بها رجال الدفاع المدني حفاظا على مقدرات هذا الوطن وسلامة الأرواح . إن هذا التقدير لا شك يؤكد الحقيقة الناصعة أن هؤلاء الأبطال لم ولن ينساهم وطنهم ، بل هم في ضميره ووجدانه ، ويتجلى ذلك في الرعاية والاهتمام الكريمين من رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية ، وزيارات العزاء التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية لمواساة شهداء الواجب أينما كانوا على أرض هذا الوطن العزيز وتكريم أسرهم واحتضان أبنائهم بالرعاية الدائمة التي تليق بتضحية عائلهم . وقبل أيام وجه صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينةالمنورة بسرعة الوقوف على احتياجات أسرة الشهيد لافي بن حسن ظاهر العروي الجهني ، كما وجه سموه بحصر كافة ديونه ، وقد لقي الشهيد ربه راضيا مرضيا إن شاء الله خلال أدائه الواجب لإنقاذ ما يزيد على 1500 نزيل من أحد الفنادق في المدينةالمنورة وبذل رحمه الله جهدا وبسالة وتفانيا لإنقاذهم مع زملائه بعد عناية الله من موت محقق . نعم إنه الوفاء والإخلاص والتضحية التي اجتمعت في نفس الشهيد حتى لقي ربه ، وندعوه سبحانه أن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه وأن يسكنه فسيح جناته ، وأن يلهم والديه وإخوانه وأسرته الصبر والسلوان ، ونقول لهم : إن ابنكم هو واحد من أبناء الوطن الأوفياء الذين ضحوا بحياتهم من أجل إنقاذ الأرض ومقدرات الوطن العزيز ، وما قدمه الشهيد هو عند الله بإذنه تعالى في ميزان أعماله . سمو الأمير عبد العزيز بن ماجد : إن مبادرتكم الكريمة حفظكم الله ، وأريحيتكم الإنسانية العظيمة تجاه أسرة الشهيد لافي العروي ، إنما ينبع من سمو ورقي نفسكم الكريمة وترجمة لمسؤولياتكم تجاه أبنائكم المواطنين ، وإن أمركم الكريم بسرعة الوقوف على احتياجات أسرة الشهيد وحصر كافة ديونه كان له أكبر الأثر في نفس والده وإخوانه وأسرته ، وقد أثنى الجميع على مواساتكم وتعزيتكم ومتابعتكم الشخصية بأمورهم الحياتية ، فلكم من الله الأجر والثواب إن شاء الله ، ولكم من الجميع الدعاء بالتوفيق . وبالمناسبة فقد هاتفني الشيخ فهد بن هندي بن وديان العروي أحد مشايخ عروة مقدرا ومشيدا بموقف سموكم الكريم تجاه أسرة الشهيد ، كما أبلغني بأن ظروف أسرة الفقيد صعبة حيث كان - رحمه الله - العائل الوحيد لوالديه وإخوانه وزوجته وأطفاله الثلاثة ، وثمانية عشر أخا وأختا ، وما واجهه قبل استشهاده من ضائقة مالية لم تشغله عن التفاني والإخلاص على مدى أكثر من 14 عاما في الدفاع المدني ، كان خلالها وبشهادة رؤسائه وزملائه نموذجا للتفاني ورقي أخلاقه . لذا فالأمل معقود بعد الله ، في توجيهات سموكم الكريم بصرف راتبه كاملا لأسرته وإعانة أحد اخوانه على التوظف تقديرا ووفاء لما قدمه شهيد الواجب في أداء مسؤولياته ، فقد أثلجت رعايتكم لأسرته واهتمام سموكم بأمرهم صدورهم وصدور الجميع ، وهذا الموقف الكريم يضاف إلى مواقفكم الإنسانية النبيلة ، حفظكم الله ورعاكم وأدام توفيقكم وجزاكم خير الجزاء . وتعازينا لرؤسائه وزملائه في الإدارة العامة للدفاع المدني وإدارة الدفاع المدني في المدينةالمنورة الذين رافقوا جسده الطاهر إلى مثواه ببقيع الغرقد وتقدمهم اللواء سعد بن عبد الله آل شبيب مساعد قائد الدفاع المدني بالمنطقة جزاهم الله خيرا ، مقدرين لهم هذا الوفاء ..." إنا لله وإنا اليه راجعون للتواصل : 02 6222770