مانشيني: سنواجه غداً أحد أفضل المنتخبات في القارة وجاهزون لتحقيق الفوز    "تعليم الشرقية" يحتفي بالمعلم عرفانًا بدوره التنموي    تدشين الكرسي العلمي المشترك في الهوية والمواطنة الخليجية    "دار وإعمار" تستعرض مشروعي "سرايا البحيرات" و"سرايا البدر"    أكثر من 5 الاف سعودي ينجحون في مكافحة تلوث بحري "افتراضي"    ولي العهد يبحث مع وزير الخارجية الإيراني العلاقات الثنائية والمستجدات الإقليمية    نائب وزير المالية: عدد شركات التقنية المالية في المملكة بلغت 224 شركة والهدف 525 بحلول 2030    مركز مشاريع البنية التحتية بالرياض يحد من هدر أكثر من 16 مليون م2 من طبقات الأسفلت بعد خطة «منع الازدواجية»        نائب أمير منطقة الرياض يؤدي صلاة الميت على كتاب العتيبي    طلبة "تعليم الرياض" يفوزون ب 6 مراكز أولى في مسابقة أولمبياد الروبوت العالمي WRO 2025    وزير الثقافة يدشّن النسخة الثانية من منتدى الأفلام السعودي 2024    تركي بن محمد بن فهد يستقبل سفير المملكة المغربية لدى المملكة    سقوط مقاتلة كويتية ومقتل قائدها    أمير جازان يستقبل مفوض الإفتاء ومدير فرع الرئاسة بالمنطقة    سوق الأسهم السعودية يغلق منخفضًا عند مستوى 11927 نقطة    إعلان المدارس المتميزة الحكومية والأهلية والعالمية على مستوى المملكة وتكريمها في ملتقى التميز المدرسي    الديوان الملكي: خادم الحرمين استكمل الفحوصات الطبية وتماثل للشفاء    "موسم الرياض" راعياً رسمياً للدوري الإسباني لكرة القدم "LALIGA" لمدة ثلاث أعوام    كأول محمية سعودية.. «الوعول» تنضمّ للقائمة الخضراء الدولية    الوعي الفكري بتعليم مكة يعقد لقاء لمبادرة "دور الفتوى في حفظ الضروريات الخمس"    القصف يتواصل على الضاحية.. الاحتلال يحذر سكان جنوب لبنان من العودة    سفارة السعودية في أمريكا تطالب المواطنين الموجودين في ولايات جورجيا‬ ونورث كارولاينا وساوث كارولاينا‬ بأخذ الحيطة والحذر من تداعيات إعصار «ميلتون»    "كيتا" توسع خدماتها في المملكة باستثمار مليار ريال    المديرس يفتتح لقاء صقور الكشافة ووسام كشافي العالم    القيادة تهنئ رئيس جمهورية أوغندا بذكرى استقلال بلاده    الراشد: توجه لطباعة أعمال أمين مدني    محافظ الخرج يدشن حملة التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية    «الصحة»: إيقاف شخصين لادعائهما علاج العقم والجلطات وممارسة مهن صحية بلا ترخيص وإحالتهما إلى النيابة العامة    استمرار هطول أمطار رعدية متوسطة بمختلف مناطق المملكة    استشهاد 13 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على الشجاعية ومخيم البريج    التنوير والتغريب    إمام المسجد النبوي يزور مجلس العلماء الإندونيسي بجاكرتا    معدل الأعمار على مستوى العالم يتجه للتباطؤ في القرن الحالي    ثورة دوائية.. علاج جديد لسرطان الرئة    5 علاجات منزلية لإزالة البقع من الأسنان    الدسوقي من اليابان: السعودية تسعى لإنتاج 600 طن من الهيدروجين الأخضر    العيسى: إقرار «وثيقة بناء الجسور» نقلةٌ مهمّةٌ في العمل الإسلاميّ المشترك    خالد بن سلمان يستعرض مع أوستن التطورات.. ويلتقي السفير الفرنسي    ولي العهد يطمئن الجميع على صحة خادم الحرمين.. مجلس الوزراء: نقل الترخيص لممارسة مهنة الاستشارات الإدارية للأفراد من "التجارة" إلى "الموارد البشرية"    البيعة العاشرة.. ازدهار ونماء وجودة حياة    قيادة حكيمة ورؤية طموحة    الأخضر يكثف تحضيراته لمواجهة اليابان في تصفيات المونديال    جمهور يتعذب !    ما هو تعريف الرومانسية؟    توفيق الحكيم.. عصفور من الشرق    تسوتايا ..مكتبة أم مركز ترفيهي؟    «الدرعية.. من هالأرض».. التاريخ يصنع المستقبل!    رونالدو الأكثر متابعة بفارق شاسع عن ميسي    للمرة الخامسة وبمشاركة 4 اندية.. السعودية تستضيف كأس السوبر الإيطالي    جهود رائدة    السابع من أكتوبر    ماكينة قهوة تنهي 17 سنة زواج    السابع من أكتوبر.. جردة حساب    دشن النشرة الإلكترونية للجنة القانون الدولي الإنساني.. الأمير تركي الفيصل: المملكة لا تدخر وسعاً في نشر السلام    أولى مزايا الذكاء ب «آبل» تظهر قريباً    لدعم أعمال البناء في "ذا لاين".. "نيوم" تنشئ مجمعاً لمصانع الخرسانة بتكلفة 700 مليون ريال    اكتشاف خلايا خفية تساعد في التئام الجروح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آل مدني ..مناهل الفكر والثقافة

النهضة الفكرية والأدبية المعاصرة في المملكة قامت على ما قدمه الرواد من إبداع وإنتاج عظيم أسسوا به مرحلة جديدة في الفكر والتأريخ والأدب السعودي، ومهدوا الطريق أمام الجيل الثاني، وعليه تكمل أجيال الباحثين والأدباء الدرب فكراً وعلماً وثقافة وصحافة ..وما يميز جيل الرواد أنهم لم ينعزلوا في صومعة الفكر، ولم يطلوا من برج عاجي، وإنما انصهروا بعطاء جميل في مواقع مختلفة من المسؤولية الرسمية والعامة، فاستحقوا التقدير ويستحقون اليوم التكريم من جامعاتنا وأنديتنا الأدبية بمزيد من التنقيب في ماقدموا من نتاج ارتبط بالجذور وشرع أبواب الفكر للتجديد الواعي .
وبقدر ما حظي به الرواد من احترام وثقة وتقدير في حياتهم، لم ينتظروا التكريم حينها، وقد نالوه من الوطن بصور شتى تربط أسماءهم بالمكان ليكون شاهدا على زمانهم الذين أوفوا فيه وأبدعوا وأخلصوا في رفع راية الأدب والفكر السعودي بجذوره وهويته وتواصله مع ثقافة الأمة بشخصية واضحة ومتميزة، ووضعوا الثقافة والإبداع في مكانهما كمقود يؤطر التطور، وجناح تحلق به الشخصية الوطنية مع جناح التنمية الحضارية .
من منا لا يذكر معلمي الأجيال ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الأساتذة عبيد وأمين مدني، عبد القدوس الأنصاري، محمد حسين زيدان، محمد عمر توفيق، ضياء الدين رجب، علي، عثمان حافظ،عبد العزيز الربيع، وكل رموز ذلك الجيل العظيم الذي أدرك أهمية دوره في مرحلة البناء الوطني .
إن عطاءات الرواد لايوفها حقها إلا المزيد من الدراسات و البحوث المتعمقة، وما يحمد للأجيال اللاحقة من الباحثين والمبدعين أنهم مارسوا الإبحار العلمي والتوثيقي لسير الرواد، و نال العديد من الأساتذة والباحثين شهادات الدكتوراه في جوانب من هذه السير وإبداع الرواد، وهذا ليس فقط وفاء لهم، وإنما أيضاً وفاء لأجيال لاحقة من نحقهم أن يرتبطوا بما قدم الرواد .
ومما يحمد له أيضاً أن ذاك الجيل الفذ أخلص له جيل الأبناء في عائلاتهم، وواصلوا حمل الشعلة من خلال مسئوليات رفيعة ..فها هي البيوت العريقة لآل مدني وآل الأنصاري وآل حافظ وغيرها، قدمت أجيال مخلصة للوطن وفية للفكر والثقافة والأدب ولسيرة الرواد وترسيخها في ذاكرة ووجدان كل جيل من أبناء الوطن، عندما يدركون حجم ما قدم الأفذاذ من الفكر والتعليم والإعلام .
وأنا هنا أشير بسعادة واعتزاز إلى نموذج مضيء من هذه الكوكبة وهو آل مدني، فالسيدان أمين وعبيد مدني ( رحمهما الله ) هما من أعمدة النهضة الفكرية الحديثة ويؤرخ لهما عطاءهما مع جيلهما، فلا تزال سيرة وإبداعات السيد عبيد مدني محل اهتمام الباحثين والنقاد وتغري العقل للتنقيب في حياته وشعره ..ولا تزال سيرة " محب التاريخ " السيد أمين مدني والتاريخ العلمي حية تطل عليها الأجيال، وما قدمته القامتان الكبيرتان رحمهما الله، يظل نبعا ومنهلا لمن شاء إبداعا وتأريخاً وتوثيقا .
يا له من تاريخ رائع سطر فصوله الرواد ..ويا له من وفاء حاضر وجميل يتجلى في بيت آل مدني العريق مثل رصفائهم من العائلات الأدبية العريقة التي قدر رجالها جيلاً بعد جيل قيمة ريادة الآباء .
فها هي ( جائزة أمين مدني للبحث في تاريخ الجزيرة العربية ) عنوان لهذا الوفاء، ويحمل لواءها أبناؤه البررة معالي الأستاذ إياد بن أمين مدني وزير الثقافة والإعلام الأمين العام للجائزة وإخوانه الكرام، وتستهدف الجائزة تشجيع النشاط البحثي والحركة العلمية والثقافية، وتأهيل التراث والتنقيب فيه، والإسهام في معرفة الأجيال القادمة لتاريخها وحضارتها وتراثها وقد فاز بها العديد من الباحثين على مدى السنوات الماضية من عمر الجائزة، ووجدت صدى متواصل مع الجامعات والمراكز العلمية البحثية .
لقد حظي مجتمع المدينة المنورة عبر التاريخ بنصيب وافر من هذه القامات وتميزت ساحتها الفكرية وحراكها الثقافي بإبداعات ونتاج ومجالس ومنتديات الرموز الكبيرة ضمن أجيال الرواد على مستوى الوطن ..وكثير من الدراسات والشهادات العليا تخصصت في دراسة حياة السيد عبيد مدني وشعره وسيرته وشخصيته، وعلى المستوى الشخصي أعتز بأنه كان صديقاً لجدي الشريف شحاد رحمهم الله جميعاً ..كما تجسدت عبقرية المكان والزمان في علاقة السيد أمين مدني بروح وضمير التاريخ وذاكرة الأرض .
لقد أوفى الرجال البررة لسيرة وتاريخ الرواد الحافل، وما تركوه من رصيد كبير وموروث فكري وأدبي وتأريخي هام للأجيال وأذكر بالتقدير، الوفاء الرائع من معالي وزير الثقافة الإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني وإخوانه، ومعالي الدكتور نزار بن عبيد مدني
مساعد سمو وزير الخارجية للشئون الخارجية ومعالي الدكتور غازي بن عبيد مدني مدير جامعة الملك عبد العزيز السابق وكل آل مدن الكرام، وبما عرف عنهم من كريم الخصال وحب العلم والارتباط بساحة الفكر والثقافة في مواقع مختلفة من المسؤوليات الرفيعة .
وهكذا يتميز وطننا في مراحله المختلفة وعلى مدى عهود الخير والبناء ..وها هي الثقافة يمنحها معالي الوزير إياد بن أمين مدني ما تستحقه من دور مؤثر ومناخ يتسم اليوم بمنطلقات مهمة في خطابها للتجديد والتنوير والتنوع والتعدد والحوار والنقد البناء .
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.