كل شيء كان معد لإقامة الحفل التكريمي للدكتور عصام عمر قدس ..قائد مسيرة مستشفى العيون بجدة خلال ربع قرن، حلق بها الى مستوى تتيه فيه على أقرانها .الكلمات أعدت ..وأسماء المدعوين دونت ..وبرنامج الحفل جاهز ..وقائمة الطعام ذاخرة ..لم يبق إلا أن يحدد نجمنا الموعد ليتم توزيع رقاع دعوات الحضور . ولكن ما سطرته الأقدار كان شيئا اخر ..فجاء سيناريو المشهد الأخير من التراجيديا العنيفة المتميزة ..وكل حياته تميز والحمد لله ..فقد صاحبه هذا التميز وحتى غلق الستار . وننقل من برنامج الحفل قصيدة أعدت كمحاولة للتعبير عن مكانة الرجل في نفوس من عاشوا تألقه كإنسان ..وكقائد تميز في أدائه ..وصبغ كل سلوكه بصيغة روحها هذا الدين السمح ..وسيعيش صاحبنا مع كل من خالطه كل يومهم يعقدون فيه المقارنات بين مواقفه اليومية المأثورة، وبين ما يتعرضون له من مواقف ..كل يجتهد أن يحاكيها ..فيحارون بين الممكن والمستحيل . وداعا أيها الأخ الغالي ..والصديق الصدوق فقد اخترت موعدا لتقاعدك بإرادة المسير لغاية ..فقد تمت المهمة . نسأل الله تعالى برحمته ..وفضله ..وكرمه ..ومنه أن يبدلك عن دنيانا بأفضل ما في جنانه مع الانبياء ..والصديقين ..والشهداء . فأنت يا الله الأرحم بعبادك ولا حول ولا قوة الا بالله مسيرة فخر حفلنا اليوم مهرجان وئام=أمه صحب على الصدور وسام نجمنا فيه في القلوب أقام=اسمه دوى في الدنيا ..عصام ذي قلوب قد تربعت بها=فازهو في ظلها مادام الأنام فهنيئاً لك أفعال عظام=وثواب جنة الخلد في أعلى مقام وخالص القول فيه=ساقته أفعال مهيبة ومن عراقة أصله=حاز الطباع الأريبة يكفي جواره تصفو=أكدار دنيا غريبة فنادر الدر مطلب=والبحث عنه رغيبة يارب أغدق عليه=من كل خير يصيبه