تحدثت غير مرة حول ما يبث عمداً وقصداً على كثير من القنوات الفضائية العربية المال واللسان من عدة وجوه لا تخفى بشاعتها على كل ذي غيرة على ذويه ومجتمعه، وما كنت لاعود لولا ان رأيت فيها ما يعيد الى التنبيه مرة اخرى غير متفائل بما سوف تتجلى عنه صباحاتها وتحمله قوافل مساءاتها عربي الهيئة والكلمة كان او اجنبي الصورة بلسان عربي فصيح والتي تحرز تقدماً ملموساً على صعيدي الاساءة المتعمدة والجرأة التي لم تعد تلميحاً ينتهج الحوم حول الحمى متحيناً الفرص من بعيد ..جرأة اخترقت التشفير ونفذت الى الساحات المحرمة . وبمعنى اوضح مهد لها المرور تحت اعين عربية متغيمضة وايد متمردة على شرف الاقفال في الوقت الذي ينادى فيه الى الصلوات ويقتل فيه اعزل عند عرضه وارضه ويموت فيه عار من موجة برد قارصة ومعتلة تصارع المرض نفق ما تبقى من صحيح صوتها في طرق الاذان المغلقة وسلام يحتضر هنا وقنابل تحصد الاف الارواح البريئة هناك ووو ..الخ على قناة تبدو غريبة " الهوية والهوى " اعلانية النشاط، رأيت ما لم اتوقعه يوماً على قمر عربي وبتلك الجرأة الفاضحة، ما رأيته كان اعلانا مصورا عن مستحضر لازالة الشعر تشرح كيفية استعماله جمل عربية بليغة استخرجت من بين الياف كبد اللغة بعناية كي تليق بمقام ذلك المنتج الذي لا يتأتى الحصول عليه الا بمشاهدته اولا وهنا مربط الفرس ثم بالاتصال ثانياً كونه غير متوفر بالاسواق، ترافق منتجنا النادر هذا امرأة تبين عملياً مدى فاعلية ذلك المستحضر المدهش وكيف ان قوة نتيجته تستدعي الشرح بشكل ايحائي جريء يخاطب الغرائز ويلهبها في المقام الاول تحت هدف واضح لكل ذي عقل نابه، وهذا العمل امتداد لاعمال سابقة ابقيت لفترة مقصودة ضمن اطار الاعادة والتكرار بغرض ان يعتادها النظر وتألفها الأرواح وبالتالي يتم اطلاق عقال ما قد اعد سلفاً لما هو اجرأ كالذي اتحدث عنه في هذه السطور وهكذا دواليك . في القريب السابق كانت مثل هذه الوضاعات ألماً ينهش الكرامة حيناً ويهدأ حيناً لغاية معروفة والآن اضحى وامسى ليس فقط داءً بل مجموعة ادواء تعلن عصيانها على الدواء وهيمنتها على الذات الكريمة متطاولة على شرف الانسان في ظل حبس الروادع داخل الادراج والحناجر على الرغم من عدم تفاؤلي بالقادم الاعلامي الا انني اصرخ بصوت امل مجهد مناشداً بأن تكون هناك قنوات تثقيفية متخصصة تتصدى لرياح تلك القنوات العاتية، رسالتها ايقاظ القلوب واشعال الغيرة واحترام الانسان من زوايا دينية وفكرية وخلقية ..والله ولي التوفيق .