هناك مدن تعيش على الأنهر ويغمرها الرفاه من كل جانب وتصطخب الحياة فيها بكل بهارجها ..لكنك لا تشعر بسعادة حقيقية أبداً رغم ايهام نفسك بهذه oo السعادة الوقتية الآنية ..فتنساها لكن هذه " المدينة " تتركها وفي النفس شجا و " عنقك " إلى الوراء شاخص وتتمثل بقول ذلك الشاعر الذي يحضرني في الذاكرة الآن . وعندما غابت عني الطلول تلفت القلب مدينة صناعتها " الحب " وديدنها السكون والرضا .. دعك من كل بعض " النتوءات " التي تراها في نفوس البعض فهي زائلة لا محالة فلا يبقى الا صفاؤها وروحانيتها هكذا قلت لصديقي الذي سألني بماذا تحس في كل مرة تذهب فيها إلى المدينةالمنورة . كان صديقي يسألني هذا السؤال ونحن نخطو أولى خطواتنا في أزقة " طليطلا " بتلك الأزقة المنحنية وبتلك البيوت المصنوعة بالحجارة السوداء وبتلك الأرضية المرصوفة بذلك الحجر الذي يذكرني بأزقة المدينة بالساحة وذروان وحارة الأغوات بكل روائحها المنبعثة من شقوق شبابيك بيوتها المتلاصقة، هذه " المدينةالمنورة " بكل أحيائها أراها أمامي اللحظة أعيش فصولها فها هي نسمة " الصيف " تلامس وجوهنا وهي تسقط على ذلك " السيب " الممتد بانحناءاته المنكسرة في شكل هندسي جميل ..إنها لحظة العودة إلى الماضي الذي لا يعود . علي محمد الحسون